سامي الشمري

2009/11/15

الرأي والرأي الآخر


الرأي والرأي الاخر والاتجاه المعاكس اسماء لبرامج معروفه ومشهوره واسلوبها كما يبث على  قناه الجزيره بمقابله  مع ضيوف من اقصى اليمين واقصى اليسار وهذا سبب شهرته , ليس  لانه يعني بالاراء او قضيه معينه ولكنه بذكاء يثير اختلاف الاراء مما يجذب المشاهد مثل مباريات المصارعه الحره , وليس من اجل ايجاد حلول وسطية تخدم قضيه معينه مثل ما يحدث عاده في برنامج “جيري سبرينجر” الذي يقدم برنامجه المشهور مع المناصرين المتعصبين جدا لقضيه معينه ومن ثم يضعهم تحت قفص واحد لكي يبدأ الحديث ومن ثم يبدأ الضرب .

نحن كعرب ايضا ننجذب الى هذه النوعيه من البرامج وتعتبر احدى البرامج المفضله التي تجذب الحماس لدينا والمتعه الدمويه في رؤية الناس وهي تختلف الى درجه مد الايادي وليس فقط كعرب ,  بل هذه الطبيعه البشريه ولهذا السبب  تلاقي البرامج الحيه هذا النجاح المبهر وهي ما تسمي برامج الحقيقه ”  ترو تي في ” وهي تعني حقيقه البشر بدون سيناريو او حوار وانما مشاعر بشريه خالصه وتحت ظروف التعامل مع الموقف بكل مصداقيه وبمشاعر طبيعيه بدون اي تدليس او كذب …وللاسف انها مشاعر دموية تعبر عن الخلاف وكيفيه التعامل معه

لو رأينا الى كيفيه التعامل في نقطه خلاف في الرأي او النقاش لوجدنا العامل البشري في التنافس والفوز بالنقاش حتى لو كان على خطأ هو الاهم بغض النظر عن النتيجه التي من اجلها تم النقاش عنها …المهم هو كسب المعركه !!

لذلك يصبح كل طرف متزمت برأية ولا مجال للمناقشه او السماع للرأي الاخر والكل يصر على رأيه وعاده ما يتوسع الخلاف لكي يصبح كل طرف سهم يتوجه الى الاتجاه الاخر و تبعد المسافه ولا امل في اللقاء في الوسط بحل يرضي جميع الاطراف  !!

لست اتحدث عن برنامج تلفاز معين ولا عن طبيعه البشر الا في النواحي الخطر التي قد نعاني منها في حياتنا اليومية ابتداء من سياسيه دولية او محليه او على نطاق اصغر في المجال العملي في الاختلاف بين الرئيس والموظف او حتى على نطاق اصغر ايضا بين الزوج و زوجته !!

لتقريب المعنى وايصال الفكره سوف اتحدث عن طريقه النقاش  على اصغر مستوى لتقريب الصورة  .. في النقاش بين الضددين وهم الذكر والانثى او الزوج والزوجه كل طرف يستميت على التمسك برأيه ويعتبر انه التنازل عن اي نقطه في الخلاف هو خساره له ومكسب لغيره ومن ثم يتوسع الشقاق عبر السنين الى ان يستيقظون بيوم من الايام ويجدون انه هناك هاوية بينهم ولا التقاء بينهم ابدا مثل النهار والليل ووقتها الطلاق هو الحل الامثل !!

كطبيعه عند البشر الخلاف والتمسك بالرأي هو شئ من فطرة الدفاع عن النفس وكل شخص له اسلوبه بالدفاع عن نفسه  ,هناك من يقول الهجوم خير وسيله دفاع وهناك من يقول على الرأي العامي ” نمشي جنب الحيط علشان نرتاح من المشاكل  ” وغيرها من الطرق الكثيره على حسب الشخص وتفكيره  , ولكن للاسف الشديد الوسطية والاعتدال بالرأي وتسبيق المصلحه العامه ليست منها والكل يعتبر اي خلاف هو شئ شخصي حتى لو كانت على نطاق اكبر وعلى حساب القضيه المعنية بالامر .

الرسول الكريم قال بما معناه ” خير الامور اوسطها ” ولكن مثلها مثل اي فطره اخرى لا بد من محاربه النفس واهوائها لكي نجد بانفسنا الصبر والتحمل والاخذ بالعقل في حساب الامور لكي نصل الى الوسطية  وليس اتباع المشاعر والمحاربه من اجلها , الوسطية بالرأي او القرار يعني ايضا التنازل عن القليل من المطالبات لارضاء جميع الاطراف وارضاء جميع الناس غاية لا تدرك واصحاب الاختلاف والمستفيدين منها يروجون انه من تنازل عن القليل هو انسان ضعيف ولا يستحق الاخذ برأيه والعاقل الذي يحكم منظوره المنطقي يقول عن صاحب المبادره انه انسان سياسي محنك وانه يعرف كيفيه التعامل مع الموقف , الوسطية والاخذ بعين الاعتبار المصلحه العامه ليست سهله ابدا والاسهل منها هو الخلاف وطبيعه البشر يرضون باسهل الطرق وان ادى ذلك للحرب !! ولكن الالتقاء في الوسط اليس احسن من الاتجاه في عكس الاتجاه وعدم الالتقاء ابدا ؟؟

ايها البشر الوسطية والاعتدال بالفكر وتحكيم العقل بكل شئ هو الحل واتركو مشاعركم ولا تجعلوها هي لسان التحكم بالتصرفات او الاقوال , لذلك اصبح كل شخص يتمسك بهذه المعادله يشبه بشخص لا مشاعر له واشبه بالانسان الآلي الذي يحكم المنطق بكل شئ واصبح تحكيم المشاعر والخلافات والتمسك بالرأي على حساب القضيه دليل على مدى كبر مشاعر الشخص وصاحب مشاعر فياضه وان كانت مشاعر دموية وذات لذه في القتل والتخريب .. عجبي عليكم يا بني آدم !!

هذا مقال فلسفي خالص عن بعض افكاري المنطقيه في لحظة موت مشاعري

مصدر الصوره

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم.