سامي الشمري

2010/05/19

الأدب السعودي المعاصر , أو قله الادب

كنت محبا للقرائه منذ الصغر , نمت هذه الهواية مع الكبر وان كنت مقلا بشده خاصه بعد دخول الانترنت وبدأ عشقي  الجديد مع التصفح عبر عالم الانترنت ومتابعته

ولكن من فتره لاخرى كنت اعود الى القرائه خاصه لو كان كتابا شيقا او رواية مثيره للجدل ولا ازال احد الزبائن المستديمين على المكتبة الوطنيه في البحرين لشراء ما قد لا يوجد في السوق المحلي , واما ما هو متوفر فمكتبه جرير تفي بالغرض

اتذكر انه في ذات مرحله من مراحل عمري كنت اتمنى انه اقوم بكتابة رواية او فلنقل قصه تحكي عن يومياتي كشاب مراهق سعودي , ولكن في كل مره كنت افكر بالكتابة خاصه واني كنت اريد كتابة عن الواقع بكل تفاصيله كنت اتردد بشده !!

في وقتها كانت الرواية السعودية تعيش مرحله المدينه الفاضلة وتتكلم عن الاخلاق او عن الماضي ومعارك الاجداد وبعض الكتب ذات طابع عاطفي وان كانت على حياء شديد , ولكني كنت اريد كتابه ما هو خلف الابواب الموصده وحتى في تلك المرحله العمرية كنت اعلم بانه لو حتى فكرت بهذا الشئ فسوف الاقي هجوم شديد من فئه من يرتدون نظارات ذات عدسات وردية ولا يرون عالمنا او مجتمعنا الا عالم مخملي جميل وفاضل حسب ما درسناه في التاريخ وكتب الحديث وسيره الصحابه الكرام في عصر كانت مكارم الاخلاق هي كانت المتممة للدين الذي بعث عليه افضل الخلق واشرفه.

ولكني كنت مصرا ولكن العقبه الوحيده كانت لدي هو علمي التام انه كتاب مثل هذا مستحيل نشره هنا , وفكرت انه الوسيله الوحيده هو ترجمته الى الانجليزية ومراسله اي دار نشر في احد الدول الغربيه ومحاولة اقناعهم بنشره , عندها استسلمت لعلمي انه ومع انه لغتي الانجليزية ولله الحمد اكثر من الممتازه ولكنها ليس بالاجاده انني سوف استعملها في كتابة روايه ادبية!!

لذلك بقت هذه الامنية مجرد امنية والحمدالله انها وكذلك بقت الى يومنا هذا !

مع مرور الوقت تعرفت الى كتاب كانو اكثر جرائة مني في البحرين في المكتبة الوطنية حيث عرفتني على الروايات الجريئه لتركي الحمد وعبدالرحمن منيف وغازي القصيبي وعبده خال وغيرهم من كتاب السعوديين الذي اسميهم كتاب الجيل المثقف الاول ( وان كنت اختلف معهم في بعض كتاباتهم وارآهم وتوجهاتهم ) ولكنها تبقى اراء تعني اصحابها اولا واخيرا وانا مجرد قارئ لها لي الحق في النقد او الاعجاب فيما اراه

تنوعت كتابات هذا الجيل في السرد التاريخي لبعض مناطق المملكة سواء من الناحية السياسية او الاجتماعية او التغيرات الاقتصادية واحتوت كتبهم جميعا على ما هو وراء الستار في الكشف والحديث عن الممنوعات الثلاث , الدين , السياسه و الجنس  واشتركو جميعا في القاء صورة واضحه وصور تخيليه عن الحياه الاجتماعيه ومقدار تأثير هذه الممنوعات الثلاثه على حياه ابطال القصص والروايات وبشكل بعض الاحيان مبالغ فيه واحيانا بصورة واقعيه جدا قد يفكر بها القارئ وهو يقرأ , نعم لربما سوف افعل مثله لو كنت في مثل هذا الموقف , وهذا هو الادب الذي يجعل الانسان يفكر ويعيش الوقائع المكتوبة ويتخيل نفسه مكان بطل القصه .

استمرت زياراتي الى المكتبات وتوجهت الى الادب العالمي حيث لا توجد اي قصص او روايات سعودية اخرى في السوق  وقرأت كتب كثيره غربيه وان كنت استغرب شيئا بها انه الجنس شبه معدوم في هذه الروايات والروايات التي تحتويها لها كتابها المعروفين مثل جوان كولنز وغيرها ام البقيه فهي اما قصص بوليسيه او اثاره او رعب او غيرها من انواع ادب الكتابه مثل دان براون , ستيفن كنق وغيرهم الكثير

ولكن بعدها اثيرت قصه بنات الرياض ضجه اعلامية ضخمه عن مستوى الجرائه بها والى اخره مما قيل وقال عنها وعن الكاتبة , قرأت الرواية وهي مثل ما اشارت الكاتبة انها كانت مجرد مذكرات لها كتبتها على الانترنت ومن ثم نشرتها على شكل كتاب وهذا كان واضح جدا من الاسلوب القصصي وفي سرد ما بها من وقائع , القصه كانت جيده وتحكي عن واقع ولو اني اختلف في التسمية حيث انها عممت في الاسم وهذا ما اثار الناس والمجتمع , ولكن لو عدنا الى القصه نفسها لوجدتها تحكي عن ما كنت اتمنى كتابته , هذا هو مجتمعنا سواء رضينا او ابينا باصرار على النظاره الوردية والمدينه الفاضله الموجوده فقط في خيالنا !!

اختفت القصه وخرج بدالها روايات كثيره اخرى , فمن بنات الخبر الى شباب الرياض الى الكثير غيرها من احبو الكتابة وتفاوتت الاساليب منها الاقل من المبتدئ الى المحترف وازدهرت الروايه السعودية مره اخرى مع كتاب جدد من الجيل الجديد

اذكر منها كتاب سقف الكفاية الذي اعتبره من احد افضل ما قرأت الى الان واصنفه بتصنيف الملاحم الحزينه ذات مشاعر قوية وصارخه بالبكاء والعويل لدرجه الالم , وكتاب اخر لنفس الكاتب باسم صوفيا الذي انبهرت بخيال الكاتب وكنت غير مصدقا انه كاتب صوفيا هو نفس كاتب سقف الكفاية فالاول كتاب نفسي عميق جدا من مشاعر الاننانية المفرطه مع لمحه من الانسانية والاخير ملحمه قصه حب من طرف حزينه ومبكية ,فاحترامي لهذا الكاتب من الجيل الجديد

الى كتب كثيره جدا قرأتها معظمها تعتبر مذكرات يومية اكثر من انها رواية , وبعضها جميل ولكن لا يعلق بالذاكرة وبعضها قبيح جدا لدرجه الالحاد في الله عز وجل !! نعم لقد قرأت روايه مثل هذه وكلما اقرأ المزيد ارتجف خوفا من انهيار السقف فوق رأسي بسبب غضب الله وما كتبته تلك المعتوهة التي الحمدالله اني نسيت اسمها ولكن اتمنى لو تعرض نفسها على طبيب نفسي او اي شئ شخص من الممكن علاجها مما هي عليه وما كتبته !!

ومن ثم دخل عصر الرواية الي عصر الرواية التاريخيه الاجتماعيه حيث اصبحت واعذروني على التشبيه (موضه) للكتابة عن حقبه الستينات او السبعينات من القرن الماضي والحياه الاجتماعيه فيها ,والذي تعملته من هذه الكتب انه اللواط كان الشغل الشاغل لطبقه معينه من المجتمع ومعها الخمر المصنع المحلي وانه اهل القصيم او نجد اما ملائكه او شياطين او شياطين بلباس الملائكه , وانه المجتمعات الدينية قد قامت على هؤلاء الشياطين بلبس الملائكة لاهداف مادية او سياسيه تتعلق بالمناصب والسيطرة والتوسع التجاري على حساب مظاهر النقاء والتقوى !

في اخر زيارة لي للبحرين اشتريت سبع كتب , ثلاث منها اجنبية مترجمه , و ثلاث كتب لمؤلفين سعوديين وكتاب جديد للكاتبه الجزائريه احلام مستغماني

الكتب الاجنبية كانت لطيفه ومشوقه والغريب بها كلها انها لا تزيد عن القبلات فيها , كتاب احلام لم اقرأه الى الان للاسف لضيق الوقت .

اما الكتب السعودية فهي عادة اول ما ابدأ به وكلها للاسف تدور حول محور واحد , اللواط , الخمر , الجنس مع العاهرات او المتزوجات , المزيد من اللواط , البكاء من ظلم رجال الدين وان كانت تصرفاتهم واضحه انها لا تمت للدين بصله فلماذا تسميتهم بهذا الاسم دام فعلهم لا دخل للدين به ؟؟ ومن ثم واخيرا المزيد ايضا من اللواط!!

قررت بعد ذلك اخذ اجازة من الوقت عن القرائه الى ان تتغير الموضه قليلا فانا اعترف بوجود اللواط في مجتمعنا كما انه لا بد كان موجودا منذ عصور واجيال كثيره ولكني لا اريد ان اقضي وقتي في القرف مما اقرأ بكيف كان يمارس اللواط تحت لهيب الشمس ايام كانت مكيفات الهواء ليست موجوده الا في قصور الاثرياء !! وايضا  لا اريد قرائه عن كيف كان يصنعون الخمر محليا او كيف كانو يمارسون الجنس وهم سكارى !! لو اردت ان اثير شهواتي فهناك طرق اخرى اقل قرفا من طريقه الكتابة هذه !!

اتمنى انه هذا النوع من الأدب او قله الأدب تختفي بسرعه ونجد كتب روائيه جميله ذات قصه معبره او هدف معين لكتاب نفتخر بهم كسعوديين مننا ومن اهل جيلنا وليسو من اصحاب الكتب التي نقول اسمائهم بصوت خفيض ونحن نتكلم عن كتبهم ونناولها بالسر لقارئ فضولي اخر تحت استار الليل كما كانو يفعلون عند بيعهم للخمر المحلي في قصصهم ,

الا اذا انهم كانو يريدون انه يكونو في هذا المستوى الهابط , فلهم ما ارادوه

2010/03/17

الحلقه المفرغه في نظام السعوده

اعود الى الكتابه بعد مشروع كنت مشغول به منذ ما يقارب الثلاث شهور والحمدالله انه نجح بفضل توفيق الله ثم جهد جميع الشباب الذين عملو في هذا المشروع

ولكن موضوعي هو كالتالي , احدى اهداف المشروع كانت استقطاب بعض الرعاه الرسميين وتأجير المساحات الى المطاعم والمقاهي والمحلات وغيرها من ذوي الاهتمام في الاشتراك معنا

خلال هذه الفتره لاحظت التالي , تعاملي كان بنسبه 95% مع اجانب من جنسيات مختلفه سواء كانت عربيه او اجنبية وذلك في مناصب مختلفه في الادارات ..

مثال على ذلك اني ادخل احدى المحلات لاجد البائع السعودي واحدثه عن الامر فيقوم مشكورا بمناداه رئيسه الاجنبي لكي اعرض عليه الموضوع ومن ثم هذا الرئيس يعطيني رقم رئيسيه الاعلى لاقوم بالاتصال عليه وهكذا الى ان اصل الى الشخص المعني بالامر وصاحب القرار ,

خلال هذه السلسله الادارية كان البائع هو الوحيد السعودي والباقي من جنسيات مختلفه تتدرج رواتبها من الاربع آلاف الى ما فوق الثلاثين الف , ويبقى البائع السعودي هو الاقل في الراتب الذي يبلغ اقل من الفين ريال !!

حدث هذا في تقريبا كل المحلات التي زرتها  ووجدت انه الشباب هم في الطبقات السفليه من الوظائف مثل بائع , رجل امن , مقسم التلفونات , معقب , الخ

اما طبقه الموظفين فهم غالبا من العماله الاجنبيه وطبقه المدراء من الاخوة العرب من جنسيات مختلفه مع بعض الاجانب

بعد المهرجان اقمنا مأدبة عشاء للاحتفال بنجاح مشروعنا واثناء هذه الحفله كنت اتحدث الى احد رجال الاعمال المعروفين في المنطقه الذي اثق في رأيه واتعلم منه كل ما استطيع عليه من خبراته عن هذا الموضوع , اطلق زفرات حاره وبدأ بالحديث المؤلم عن اسباب ذلك

كان ملخص الحديث عن مجموعه تجارب سيئه جدا مع الشباب السعودي من جميع الطبقات !!

من الحاصل على الثانوية فقط الى مهندس جامعي في تخصصات صعبه وحيوية وفي كل قصه كنت استمع واصعق بما اسمع من تصرفات غريبه !!

والحق يقال انه قال لي انا اريد سعوديين من ابناء بلدي  ولكن مع مجموعه تجاربي جعلتي افقد ثقتي بهم تقريبا ولم افقدها كليا لانه الى الان يوجد عندي اشخاص من ابناء هذا الوطن اثق بهم ثقه تامه وهم الشواذ عن قاعده التهرب من توظيف السعوديين

اعتذر عن كتابه ما قاله لي لانه لن تكفي صفحات للحديث عن هذا الموضوع ولكني فعلا اقتنعت بكلامه , وعندها فكرت ياعتقادي الاول بما كنت اسمعه عن السعوديين ما هو الا مجرد مبالغات ولكن المفاجأه هي انه ما خفي كان اعظم  !!

امس كنت اتحدث عن الموضوع هذا مع ابراهيم ( صاخب مدونه برهوم ) واثار بعض النقاط الهامه عندما بدأنا بتحليل رحلتي مع الشركات والاجانب وعن حديث صديقي مع تجاربه مع توظيف السعوديين وخرجنا بهذه النتيجه سواء كموظفين او مدراء


نحن نعاني من عدم وجود ثقافه التوظيف , حيث لا نزال نعيش على ثقافه الوظيفه الدائمه ذات دوام محدد وراتب ثابت اخر الشهر مثل الوظائف الحكوميه او الشبه حكوميه مثل ارامكو وسابك , ذات استقرار نوعي في الراتب والزياده والتأمين الطبي وما شابه


بعض الشباب يعمل في الشركات هذه ويعتبرها ما يطلق عليه ( مطب ) لكي يحصل على خبره لكي يتقدم بوظيفه اخرى في القطاعات السابق ذكرها حتى لو كان براتب اقل !!


الاجنبي عندما يأتي للعمل يقبل بالقليل لانه لا يريد التنقل الدائم بين الشركات لانه يطمح بمكان مديره بعد سنوات من العمل


السعودي لا يتقبل نظريه ان مديره من جنسيه اخرى لاسباب النظره الدونيه لبعض شعوب العالم ولا يرضى انه يكون من جنسيه عربيه لاسباب عنصريه تتفاوت نوعها على حسب بلد اصل المدير وحولها يحاك كيف وصل هذا الشخص الى اداره هذا المكان !!


السعودي الذي يكون بمرتبه مدير لا يعرف كيف يقيم الحدود بينه وبين موظفيه خاصه لو كانو سعوديين واذا انه اقامها بما يرضي ضميره بعدم تخوين امانه العمل وصاحب المنشأه يصبح مكروها جدا من قبل موظفيه , وان كان يتجاوز عنهم فقد كسب حبهم ولكن على حساب صاحب المنشأه وامانه العمل الموكل به


المدير السعودي عاده لا يعرف عن علم اداره المجموعه او المنظمه الا السطوة على الموظفين وتأكيد صلاحياته على كرسيه كمدير  بطريقه التعامل نفسها مع القطط الضاله بالشارع او تعنيف اطفال صغار عند تخريب الاثاث المنزلي وينعكس هذا على الموظفين بالخصومات او التضييق الخناق على كل الامور وبالاخص التوافه من الامور وعدم موازنه الامور بحكمه لصالح الهدف العام وانما اي اعتراض يعتبر الامر شخصي ومخالفه امر عسكري في ساحه الحرب يجب محاربه مرتكبه بكل الطرق والاساليب


التعامل المهني لكسب حب المدير لا يكون على حسب العمل والمجهود وانما على اسباب تتعلق بالثقافه التدليس بكيف اكتساب الموظف رئيسه للحصول على الحصانه من اي خطأ قد يقع به


كل النظريات الاقتصادية والاداريه التي تدرس في المعاهد والجامعات ما هي الا لكي الحصول على الورقه التي تؤهلك للحصول على الوظيفه , التطبيق لما درس ليس مهما جدا عند السعوديين وانما المهم من تعرف


اقول كل هذا واضيف اليها عباره : الا من رحم ربي  والحمدالله انهم موجودين


اعود للعنوان واقول حلقه مفرغه , الشركات والمؤسسات مطالبه بالسعودة والاغلبيه من السعوديين لا يوجد لديهم اخلاقيات العمل الصحيحه فكيف من الممكن الحصول على ثقه رجال الاعمال السعوديين في شباب بلدهم بعد ما سمعت من اصحاب الخبره في هذا المجال بما عانو منه ؟؟


ربما نظرتي تشاؤمية ولكن لي الحق , انا ابحث عن وظيفه واجد تهرب من ذلك , كنت اقوم بلعنهم على هذا التصرف الظالم , والان اعدت التفكير في كل هذا عندما عرفت السبب او الاسباب ومثل ما يقال عندما يعرف السبب يبطل العجب !!!!


اخر الكلام

يـعـيـبـون زمـانـنـا والـعـيـب فـيـنـا

2010/03/02

ما هو الموت

Filed under: ما كتبت — alsami @ 2:51 ص

لا شئ مؤكد في هذه الحياه الا الموت

توفي الاسبوع الماضي احد اعز واقدم اصدقائي بمرض السرطان الخبيث بعد معاناه لفتره سنه واكثر

كان رحمه الله في الفتره الاخيره لا يرد على  الاتصالات ولا يريد مقابله اي احد من الاصدقاء وصبر واحتسب وبقي يعاني لوحده بكبرياء وكرامه ان لا يراه اي احد من اصدقائه بهذا المنظر وما حصل له بسبب العمليات المتتاليه والعلاجات الكيميائيه التي جعلته شبح صديقنا السابق الممتلئ الجسم الضاحك دوما والملسون في الحديث وذو محبه لكل من حوله

جائنا خبر وفاته وهو في الولايات المتحدة وهم يحاولون انقاذ ما تبقى منه كالصدمه , انتظرنا حتى اتي وصلينا عليه ودفناه .. قمنا باغلاق قبره بالحجر واهلنا التراب عليه

اهلنا التراب على احد ابناء جيلي , شخص ما بعمري , شاب من شباب هذه الدنيا

اهرب بدموعي عن الواقفين بجانبي الى عيون من هم حولي من ناس عرفهم في حياته القصيره ومن مختلف ارجاء هذا الوطن اتو لوداع صديق لهم

واراهم وهم ايضا يهربون بدموعهم من الواقفين معهم لتتلاقى مع دموع كل الهاربين بها  واصبح كل هارب بدموعه تلتقي بعيون اخرى لها نفس رده الفعل

بعضهم لم يروه من قبل

كيف ؟ كيف يتعنون من بعيد وقريب لتشييع شخص لم يروه ؟

لقد كانو اصدقائه في العالم الافتراضي وعلى الانترنت وعندما علمو بوفاته قدمو من كل مكان لرؤيته لاول  وآخر مره

رحمك ربي يا صديقي لقد كنت مؤثرا ومحبوبا لدرجه انه اناس لم يروك في حياتهم مطلقا قدمو وفاء منهم وواجب على اخا لهم للصلاه عليك ووداعك الاخير والدعاء لك بالثبات عند قبرك وتذكيرهم بأن كل من على هذه الارض فان وهذا مصيره

يا الله ما الذي فعله لك لكي ترزقه بهذه النعمه ؟

نعمه حب الناس الكبير له لدرجه القدوم من كل مكان لتشييعه وهم لم يروه قط من قبل وكان كل حديثهم مجرد حروف مطبوعه على الشاشه تختفي حالما اغلاقها !!

على هول موقف الموت الا اني كنت اجد سلواي في رؤيه هذا الحب ورؤيه كل هؤلاء الناس وهم يأتون للدعاء والتضرع بالدموع لله وحده لا شريك له بالغفران والرحمه على ميتهم وقبوله بمنزله الشهداء وغسيله بماء الثلج والبرد وتوسيع قبره وثباته وقت السؤال ونحن ننقض عنه ونبتعد ونعود الى دنيانا

ما هو الموت ؟ هو موتك عندما لا يكون لك محب في هذه الدنيا يلتهج لسانه بالدعاء لك عند ذكراه لك

رحمك الله يا محمد الخثلان

نسأل الله


اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وادخله الجنة واعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار .
اللـهـم عاملة بما انت اهله ولا تعامله بما هو اهله .
اللـهـم اجزه عن الاحسان إحسانا وعن الأساءة عفواً وغفراناً.
اللـهـم إن كان محسناً فزد من حسناته , وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته .
اللـهـم ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب .
اللـهـم اّنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته.
اللـهـم انزله منزلاً مباركا وانت خير المنزلين .
اللـهـم انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا .
اللـهـم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ,ولا تجعله حفرة من حفر النار .
اللـهـم افسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة .
اللـهـم اعذه من عذاب القبر ,وجاف ِالارض عن جنبيها .
اللـهـم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور.
اللـهـم إنه فى ذمتك وحبل جوارك فقه فتنة الفبر وعذاب النار , وانت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه انك انت الغفور الرحيم.
اللـهـم انه عبدك وابن عبدك خرج من الدنيا وسعته ومحبوبيه وأحبائه إلي ظلمة القبر وماهو لاقته .
اللـهـم انه كان يشهد أنك لا إله الا انت وأن محمداً عبدك ورسولك وانت اعلم به.
اللهم ثبته عند السؤال
اللهم انا نتوسل بك اليك ونقسم بك عليك ان ترحمه ولا تعذبه
اللـهـم انه نَزَل بك وأنت خير منزول به واصبح فقير الي رحمتك وأنت غني عن عذابه .
اللـهـم اّته برحمتك ورضاك وقه فتنه القبر وعذابه و أّته برحمتك الامن من عذابك حتي تبعثه إلي جنتك يا أرحم الراحمين .
اللـهـم انقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلي جنات الخلود .
اللـهـم إحمه تحت الارض واستره يوم العرض ولا تخزه يوم يبعثون “يوم لا ينفع مال ولا بنون إالا من أتي الله بقلب سليم”
اللـهـم يمن كتابه ويسر حسابه وثقل بالحسنات ميزانه وثبت علي الصراط اقدامه واسكنه في اعلي الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك (صلي الله عليه وسلم) .
اللـهـم اّمنه من فزع يوم القيامة ومن هول يوم القيامة وأجعل نفسه أّمنة مطمئنة ولقنه حجته .
اللـهـم اجعله في بطن القبر مطمئن وعند قيام الاشهاد أمن وبجود رضوانك واثق وإلي أعلي درجاتك سابق .
اللـهـم اجعل عن يمينه نوراً حتي تبعثه اّمنً مطمئن في نور من نورك .
اللـهـم انظر اليه نظرة رضا فإن من تنظر إليه نظرة رضا لا تعذبه ابداً
اللـهـم أسكنه فسيح الجنان واغفر له يارحمن وارحم يارحيم وتجاوز عما تعلم ياعليم .
اللـهـم اعفو عنه فإنك القائل “ويعفو عن كثير”
اللـهـم انه جاء ببابك وأناخ بجنابك فَجْد عليه بعفوك وإكرامك وجود إحسانك .
اللـهـم إن رحمتك وسعت كل شيء فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقر به عينه .
اللـهـم احشره مع المتقين إلي الرحمن وفداً .
اللـهـم احشره مع اصحاب اليمين واجعل تحيته سلام لك من أصحاب اليمين .
اللـهـم بشره بقولك “كلوا واشربوا هنئياً بما أسلفتم في الايام الخالية” .
اللـهـم اجعله من الذين سعدوا في الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض .
اللـهـم لا نزكيه عليك ولكنا نحسبه انه اّمن وعمل صالحاً فاجعل له جنتين ذواتي أفنان بحق قولك:
“ولمن خاف مقام ربه جنتان”
اللـهـم شفع فيه نبينا ومصطفاك واحشره تحت لوائه واسقه من يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمأ بعدها ابداُُ .
اللـهـم اجعله في جنة الخلد التي وعد المتقون كانت جزاءً ومصيراُ لهم ما يشاءون وكان علي ربك وعداُ ومسئولاً .
اللـهـم إنه صبر علي البلاء فلم يجزع فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون اجورهم بغير حساب
فإنك القائل ” إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ”
اللـهـم انه كان مصلي لك ,فثبنه علي الصراط يوم تزل الاقدام .
اللـهـم انه كان صائم لك , فأدخله الجنة من باب الريان.
اللـهـم انه كان لكتابك تالي وسامع فشفع فيه القراّن وارحمه من النيران ,واجعله يارحمن
يرتقي في الجنة إلي اّخر اّية قرأها أو سمعها وأخر حرف تلاه
اللـهـم ارزقه بكل حرف في القراّن حلاوة , وبكل كلمة كرامة وبكل اّية سعادة وبكل سورة سلامة وبكل جْزءٍ جَزاءً .
اللـهـم ارحمه فانه كان مسلم واغفر له فانه كان مؤمنً.
وادخله الجنه فانه كان بنبيك مصدقً وسامحه فانه كان لكتابك مرتل.
اللـهـم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذَكّرنَا وأنثانا .
اللـهـم من أحييته منا فأحيه علي الاسلام ومن توفيته منا فتوفه علي الايمان .
اللـهـم لا تحرمنا أجره ولا تضللنا بعده .
اللـهـم ارحمنا اذا اتانا اليقين ,وعرق منا الجبين ,كشر الانين والحنين
اللـهـم ارحمنا اذا يئس منا الطبيب ,وبكي علينا الحبيب وتخلي عنا القريب والغريب
وارتفع النشيج والنحيب .
اللـهـم ارحمنا اذا اشتدت الكربات وتوالت الحسرات واطبقت الروعات وفاضت العبرات ,
وتكشفت العورات وتعطلت القوي والقدرات .
اللـهـم ارحمنا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وتأكدت فجيعة الفراق للأهل والفراق
وقد حَمً القضاء فليس من واق
اللـهـم ارحمنا اذا حملنا علي الاعناق ألي ربك يومئذ المساق وداعا ابديا للدور الاسواق والاقلام
والاوراق الي من تذل له الجباه والاعناق .
اللـهـم ارحمنا اذا ورينا التراب وغلقت القبور والابواب وانقض الاهل والاحباب فإذا الوحشة والوحدة وهول الحساب .
اللـهـم ارحمنا اذا فارقنا النعيم وانقطع النسيم وقيل ماغرك بربك الكريم
اللـهـم ارحمنا اذا أقمنا للسؤال وخاننا المقال ولم ينفع جاه ولامال ولا عيال وقد حال الحال وليس الا فضل الكبير المتعال .
اللـهـم ارحمنا اذا نَسي اسمنا ودَرس رسمنا وأحاط بنا قسمنا ووسعنا .
اللـهـم ارحما اذا اَهملنا فلم يزرنا زائر ولم يذكرنا ذاكر ومالنا من قوة ولا ناصر فلا امل الا في القاهر القادر الغافر يامن اذا وعد وفي , واذا توعد عفا , وشفع يارب فينا حبيبنا المصطفي واجعلنا ممن صفا ووفا وبالله إكتفي يا ارحم الراحمين ياحي يا قيوم يا بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام .
اللـهـم انه عبدك و ابن عبدك و ابن امتك مات و هو يشهد لك بالوحدانية و لرسولك بالشهادة فأغفر له إنك انت الغفار.
اللـهـم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده و اغفر لنا و له و اجمعنا معه في جنات النعيم يا رب العالمين .
اللـهـم انزل علي اهله الصبر والسلوان و ارضهم بقضائك.
اللـهـم ثبتهم علي القول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره ويوم يقوم الاشهاد.
اللـهـم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اّله وصحبه وسلم إلي يوم الدين

الــلــهــم آمــيــن

2010/01/11

حتى لا تصبح شهادة الزكاه مجرد متطلب للسجلات التجارية

الكل يعرف الزكاه واهميتها في الدين وتعتبر احد الركائز في الاسلام وتركها كترك الدين كله

وايضا الكل يعرف اهميتها واعتماد الفقراء عليها كمصدر للحصول على الاساسيات في هذا الوقت الصعب

لكن اللي ودي اعرفه هو شئ واحد ..مصلحه الزكاه اللي عندنا ايش وظيفتها بالضبط ؟؟

وايش مهامها وكيفيه آليه تجميع الزكاه وبناء على ايش يحسبونها وبناء على ايش يصرفون ما يسمى بمال بيت المسلمين  !!؟؟

لفت انتباهي وانا اتصفح المواقع عن اخبار اثرياء العالم الذين تأثرو بالازمه العالميه وكيف انه بعض اثرياء السعودية خرجو من قائمه الاغنى بسبب مشكله او اخرى , والملفت اكثر هو دخول 12 اسم جديد الى قائمه اغني اغنياء السعودية في ملف اغنياء العالم الذين زادت ثرواتهم خلال هذه السنه رغم عن الازمه العالمية !!

يا ترى هل هناك لجنه تقصي حقائق عالميه مثل التي نسمع بها هنا في جده لتقصي وضعهم ومن اين لك هذا؟؟ , لكن على صعيد عالمي لمعرفه كيف دخلو القائمه في احلك الاوقات الاقتصاد العالمي ؟؟ وفي وقت ميزانيه الدولة تعاني من مصاريف لمشاريع لا ترى النور !!؟

على العموم ليس هذا محور الحديث في المدونه .. الموضوع هو انه تجاوزت ثرواتهم 180 مليار دولار امريكي او 676 مليار ريال سعودي مع ترك الكسور  والكسور هنا هو بمئات الملايين !!

لو افترضنا مجرد فرضيه من خيال رأسي انه كل هذه الاموال بالخارج واقصد ال 600 مليار والمتبقي كاصول ماليه داخل السعودية هو مجرد ال 76 مليار فقط وانه الزكاه عليها هي 2.5% من هذا المبلغ لوجدنا انه الناتج هو :  مليار وتسعمائه مليون ريال

يا ناس مليارين الا شوي كل سنه بس زكاه للفقراء

يا ناس مليارين الا شوي كل سنه تخصص لمسجونين الديون بسبب الفقر

يا ناس مليارين الا شوي كل سنه تبني فيها منازل للفقراء اللي تحت مستوى خط الفقر

يا ناس مليارين الا شوي كل سنه تبني ملاجئ ايتام بدل اعتماد على تبرعات اهل الخير ب 5 ريال بالبقاله او قدام مسجد

ويا ناس …الخ من الاشياء الكثيره جدا ممكن تنعمل بالمبلغ هذا ولكم حريه الخيال بايش يصرفون فيها الرقم الفلكي هذا  لمساعده الفقراء والمحتاجين والارامل والايتام

ختاما , لو المليارين الا شوي كانت كثيرة ..

على الاقل طيب الشوي الباقيه اللي هي ميه مليون توزع على شكل مواد غذائيه بدل ما الناس تدور على بقايا الاكل في الزباله في دولة اثرى اثرياء العالم

2010/01/04

اجازة تفرغ

المنظر الاول :

الموظف يدخل على رئيسه بورقه تفرغ للخروج مع منتخب رياضي ويبدأ الحوار

الموظف : صباح الخير طال عمرك عندي اجازة تفرغ من الدوام علشان مباره مهمه بنلعبها

الرئيس : ما شاءالله ..الله يوفقكم يا ولدي انا اتابع نشاطكم المهم,  والله الله بس ارفعو راسنا وراس البلد معكم, لا اوصيكم

الموظف : ابشر وكلنا بنحاول احسن ما عندنا

الرئيس : وين بتلعبون المره هذي ؟

الموظف : بناخذ جوله في اوربا ومعسكر التدريب هناك وكل المباريات بتكون هناك ان شاءالله

الرئيس : حلو الله يوفقكم وانا باكلم الجهات المعنيه عندنا بالتدريب انهم يأجلون لك اي دورات الى ان ترجعون بالسلامه من الدوري وطبعا بانسق مع الموارد البشريه انهم ما يعلقون اي ترقيه او اي شئ دامك طالع بإسم البلد

الموظف : الله يجزاك خير وما قصرت يا طويل العمر

الرئيس : اسمع بكره تعال عندي الاستراحه باسوي عشا بمناسبه طلعتكم للدوري وباعزم فيها اخوياك بالقسم ورؤساء الاقسام والادارات ,لازم تجي نكرمك قبل لا تروح علشان تروح تلعب بنفس مفتوحه

الموظف : ما قصرت طال عمرك ومن طيب اصلك وابشر.. تم

==================

المنظر الثاني :

الموظف يدخل على رئيسه بورقه تفرغ للخروج لاداء اختبارات النهائيه للجامعه ويبدأ الحوار

الموظف : صباح الخير طال عمرك عندي اجازة تفرغ من الدوام علشان اختبارات الجامعه

الرئيس بنص عين : بسم الله الرحمن الرحيم !! شوي شوي يخوي وش فيك داخل كذا مستعجل

الموظف : اسف طال عمرك ما كنت اقصد بس كان باقي توقيعك

الرئيس : ايه اختبارات جامعه اجل , ما شاءالله صارت موضه منتشره الايام هذي كل واحد يسجل بأي جامعه علشان ياخذ له اجازه اسبوعين اجازه غير اجازاته الرسميه

الموظف : اسف يا طويل عمر  بس هذي اجازه اذاكر فيها بالمساء والصباح اطلع الجامعه اختبر فيها ومهيب اجازه ترفيهيه من اي نوع ابدا , لكن تعبها اكثر من الدوام نفسه

الرئيس : والله انت اللي جبت الكلام هذا على نفسك وعلى فكره ترا فيه دوره تدريبيه موعدها بنفس فتره اختباراتك وطبعا ما نقدر ناجلها لك لوحدك لانه التدريب مضغوط بما فيه الكفايه

الموظف : لا حول ولا قوة الا بالله بس هذي الدوره مهمه علشان ترقيتي والسلم الاداري الى ان اخلص الجامعه ويتعدل الوضع

الرئيس : عاد هذاني قلت لك وترا المره هذي باوقع لك الاجازة بس عاد مهب تجيني كل شوي تقولي فيه اختبارات وبطيخ , المره الجايه تبي تختبر خذها من اجازتك الرسميه الله لا يهينك

الموظف : ………

الرئيس : سكر الباب وراك

==================

المنظر الثالث :

انا : لا تعليق

2009/12/08

ثلاثيه الحضارة – 3

ثلاثيه الحضارة – 3  نهايه الملحمه العصريه

خالد …بطل القصه القادم من الماضي بعبقه الطيب الاصيل …

خالد.. المتحضر والمغلف بزيف بريق التحضر والتطور ..

المتزوج واب لعائله من الطراز الحديث ويعيش على حسب نظام التحضر والتشتت العائلي يصل الى المرحله الاخيره من قصته مع التحضر …

اتركم مع نهايه ثلاثيه الحضارة آملا من رب العباد انه وفقني بكتابه هذه القصه واعطاء المغزى المطلوب ..

المكان : غرفه صغيره لا يوجد بها الا طاوله صغير خشبيه عتيقة وكرسيان متقابلين دخال غرفه ذات شقوق في الدهان داخل مبنى قديم مظلم نوعا ما لا يسمع شئ من العالم الخارجي داخله ..

الزمان : الساعه 7 ونصف قبل اذان العشاء بنص ساعه …وبعد مرور تقريبا عشر سنوات على اخر ذكريات من الجزأ الثاني .

المتواجدون : شخص ذو لحيه خفيفه وملامح هادئة وعيون حادة  يشع وجه بالنور والرضى وهنائه البال  يرتدي ملابس حديثه بسيطه وان كانت انيقه تحت معطف ابيض …..و خالد  !!

صاحب المعطف الابيض  يتحدث بصوت منخفض محاولا عدم تغطية صوته على  صوت القرآن للشيخ المقرأ العجمي الذي يسمع تلاوته الخاشعه من احد اجهزة التسجيل في المكاتب المجاورة ..

تفضل يا خالد .. اكمل حديثك فكلي اذان صاغيه لك ..

خالد ذو العيون الغائصه داخل رأسه من الالم وسيل الذكريات  والشرود في النقوش القديمه والدهان المتشقق على الجدران والاناره المتأرجحه فوق رأسه , يحرك عينيه ببطئ اللامعه من دمعه متحجره لا تزال محتاره منذ شهور في كيفيه نزولها على خديه الممتلئ بآثار تقدم العمر وارهاق السنين … والألم الشديد , حاول التحدث وسكت وهو لا يستطيع اخراج حرف واحد من فمه الجاف وان كانت اذنيه المرهفه لا تزال تسمع صوت التلاوة ويحس برأسه يهتز متجاوبا وخشوعا لصوت العجمي  ..

صاحب المعطف لم يحاول حتى اعادة قوله وانما اكتفى بخلع نظارته الطبيه ومسحها من غبار وهمي علي عدساتها بمنديل خاص بها اخرجها من جيبه العلوي ثم اعاد المنديل الى مكانه ولبس النظارة وبدأ بترديد الآيات التي يسمعونها سويا بصوت خفيض ولكنه مسموع الى ان انتهت السورة .. وثم عم السكون على المكان كله لا وجود لأي صوت ما عدا صوت تنفسهم ..

فجأه بدأ خالد بالحديث لأول مره بصوت واهن جاف به سيل من مراره الماضي والقليل من دفئه

خالد : ريما لابد ان نتحدث مع اخاك يوسف ونستعلم عما حدث له بعد مقابله القنصليه الامريكية , حالته ووضعه يثير القلق الشديد عليه !!

ريما اجابت بصوت قوي محاولا كتم انفعالها الشديد المؤدي الى البكاء : لقد تحدثت اليه اليوم الصباح ولم يزد قولا على انه سوف يقوم بزيارتنا اليوم بعد الدوام واتوقع انه بالطريق الينا في اي لحظة لاني رأيت سيارته امام منزله عندما رجعت , لا بد انه يستحم ويغير ملابسه وثم يأتي الى هنا …

يسمع صوت من مدخل البيت وكان صوت ابنتهم الشابه ياسمين وهي تتحدث على الهاتف المحمول مع سعود زميلها الذي يدرس معها في المدرسه الخاصه في البحرين  وتقول له : نعم لقد تحدثت مع اهلي وقالو انه نستطيع ان تجتمع كلنا في منزلي انا وانت وعمر وندى و جوني وماري  لكي نستعد لاختبارنا الاسبوع القادم .. وبعد لحظة صمت وهي تستمع الى رد سعود قالت :

Ohh come on don’t be such a drag like that, I got all the papers we need you don’t need to print anything more

(لا تكون هكذا ممل , يوجد لدي كل الاوراق ولا نحتاج الى اي شئ اضافي)

ثم ردت ضاحكه بعد ان رد عليها .. حسنا ايها الشقي انا بانتظارك وجوابي هو لا على طلبك على موعدنا للذهاب الى السينما بعد الاختبار مالم تسأل بطريقه لبقه اكثر ..

قالتها ضاحكه وهي تنهي الاتصال وتدخل الى غرفه الجلوس حيث كان ابويها وسلمت عليهم , وسألتها امها : عزيزتي هل انتم بحاجه الى شئ تأكلونه عند قدوم زملائك ام هل سوف تطلبون من المطاعم كعادتكم دوما ؟؟

قالتها ريما وهي متضايقه لكرهها لطلبهم للطعام من المطاعم

تدخل خالد في الحديث وهي يقول ضاحكا وبطريقه معينه في الحديث يداعب بها ياسمين كالعاده عند الحديث عن المطاعم : الا تكتفون بأكل المطاعم في البحرين طوال الاسبوع ؟؟ وكانه ارسلناك الى هناك لكي تدرسين الطبخ ونقد المطاعم ومن ثم تأتين الى هنا في نهايه الاسبوع وتقولي لنا ما هو الجيد والسيئ منها !!

ريما وهي متضايقه من كلام خالد الساخر الواضح في كلامه : خااااالد !!

خالد غير نبره صوته الى صوت اكثر جديا وان كان قد اخفق في ذلك وبانت السخريه في قوله خاصه بعد ان غمز بعينه الى ياسمين وهو يقول :  حسنا حسنا اليوم غير مسموح لكم بالطلب من المطاعم وامك سوف تقوم بتحضير طعام صحي جدا خالي من اي نكهة واي شئ آخر , ثم هذه اول مره يأتي بها جون وماري وسعود الى منزلنا وليس من اللائق انه يكون اول طعام لهم في منزلنا هو مجرد وجبه سخيفه من احد المطاعم !!

ريما لم تعلق على سخريه خالد في حديثه لعلمها بعدم جدوى ذلك ومقدار حبه لياسمين ودلاله لها ودومه بمضاحكتها والمزاح معها ويأست منذ زمان طويل في تخفيف ذلك وقررت الصمت وتغيير الموضوع وهي تقول لياسمين : هيا يا حبيبتي اذهبي الى المطبخ وجهزي لي ماذا تريديون ان تأكلون وانا سوف اجلس هنا مع اباك ننتظر خالك يوسف لكي نتحدث معه قليلا

بدأت ياسمين بالتوجه الى المطبخ عندما دق جرس الباب وفتحت ياسمين الباب لكي تصرخ بفرح قائله : خالي يوسف اهلا بك …تفضل تفضل ابي وامي ينتظرانك بغرفه الجلوس

شكرها يوسف وتوجه الى الغرفه حيث كان خالد وريما مستقبلين له وسلمو عليه ثم توجه الى البار المجهز في الجدار واخذ كأسا  كبيرا ملئه بالثلج والشراب القوي وبدأ بالارتشاف منه وهو يجلس امام اخته وزوجها وبدأ يتنهد بصوت مسموع وانفاس حاره تائهة واسند رأسه على المقعد الجلدي الواسع وبدأ ينظر للسقف بشرود وبعيون مليئه بالهموم والحيرة

خالد وريما احترمو صمته وانتظرو انتهائه من كأسه و وقفت ريما واخذت كأسه وجددته له وقدمته له ونظر اليها بنظر الشكر والعرفان لها وهي يتناول الكأس الجديدة وهم بقول شئ ولكنه سكت وهو محتار بكيفيه قول ما عنده !!

خالد انتبه لذلك واخذ على عاتقه البدأ بالمبادرة وسأله بشكل مباشره : يوسف يبدو من معالم وجهك الحيره والتعب والهم الشديد .. ما الذي قالوه لك القنصليه عن كاثرين ومريم ؟؟

يوسف نوجه بنظره الى خالد ببطئ وبعيون خوت من اي معنى وكانه لا يرى خالد وانما يرى شيئا ما خلفه .. وبعدها رد ببطئ :

كاثرين لا تزال مصره على الطلاق وقد ربحتها فعلا بعد ان رفعتها في امريكا والان تطالب بحق الحضانه لمريم خاصه انه مريم لديها الجنسيه الامريكيه وتتبع القانون الامريكي في الحضانه لامها , والمحامي قال لي انه كاثرين رفضت حتى حق الزياره لمريم الى السعودية خوفا من منعي اياها للعوده لهناك ..ولكني استطيع اني ازورها في امريكا في اي وقت اريد !!

ريما كانت هي المتحدثه هذه المره وهي تقول بإنفعال : حسنا ولم انت مهموم هكذا ؟؟ انظر الى الموضوع من زاوية اخرى , لقد تخلصت اخيرا من كاثرين وكثره مشاكلها وفضائحها التي ازكمت الانوف .. ومريم بوجودها في امريكا يعتبر شئ ايجابي لها ولا تنسى انك تحمل الجنسيه الامريكيه ايضا بعد زواجك من كاثرين ومسأله السفر الى هناك ليست بالمشكله العويصه لك !! انا معك بانه من الصعب فراق مريم ولكنك تستطيع على الاقل الانتقال الى فرع الشركه في هيوستن  ومن هناك تسهل لك زيارتها في اي وقت وكاثرين لا تستطيع ان تقوم بأي مشكله اخرى لك وانت حامل الجنسيه ايضا وسلوكك جيد في نظر قانونهم ولم تقوم باختطاف ابنتك ابدا والطلاق كان بشكل سلمي وسلس !!

يوسف زفر بقوة وقال بعد ان ارتشف رشفه كبيره من كأسه : نعم اني اعلم كل ما تقولينه صحيح ..ولكني لا ازال تحت تأثير الصدمه من انتزاع ابنتي من وسط احضاني الى دوله في النصف الاخر من الكوكب  وصعوبة الذهاب الى ان هناك في كل وقت يهزني الشوق اليها وانا دوما مشتاق لها !! انتم الاثنان ابوين وتعلمون ما هو هذا الشعور بابتعاد ابنائكم عمر وياسمين عنكم طوال الايام الاسبوع وهم في البحرين وانتم هنا في الظهران ولا يعودون الا في نهاية الاسبوع ..  الا تحسون بالضيق من هذا الشئ طوال الاسبوع وتنتظرون بكل شوق للعطل الاسبوعية والاجازات الرسميه ؟؟ هذا والبحرين لا تبعد الا اقل من ساعتين عنكم ؟؟ ما بالكم بحالتي انا ؟؟

خالد احس وقتها بقشعريره من كلام يوسف وتبادل النظرات مع ريما التي كانت واجمه من حديث يوسف ولم تزد شيئا على حديثه الا انها توجهت الى البار وحضرت كأس لها ولخالد وايضا كاس جديد ليوسف الذي شربه كله دفعه واحده ومن ثم قام قائلا انه يود الذهاب الى منزله لكي يرتاح قليلا

توجهت ريما الى المطبخ لكي تستعد لعمل الطعام لزوار ابنائها , في نفس الوقت رجع عمر من تدريب كره القدم الذي يحضره كل نهايه كل اسبوع عند عودته الى الظهران وتوجه بعد سلامه على والديه لكي يستحم ويستعد لحضور اصدقائهم لكي يبدئون الدراسة

في تلك اللحظة دق الجرس الذي توجه اليه خالد لكي يفتح الباب للضيوف ابنائه وحياهم قائلا :

Hi guys , how are you doing “Saud”, “Johnny”  ?? “Nada” ,”Mary” you look so good !! I just might have to divorce my wife and marry you both, come on right in, “Jasmin” and “Omar” will come any minute now..

(اهلا بكم , كيف حالك سعود  و جوني ؟ ندى و ماري انتم تبدون بغايه الجمال , يبدو اني سوف اطلق زوجتي واتزوجكم جميعا , تفضلو بالدخول ياسمين وعمر سوف يأتون بأي لحظة الان ..

Hello Guys

( اهلا يا شباب ) كان هذا صوت ياسمين مرحبه بهم عند باب المطبخ وتتوجه اليهم لتدخلهم الى غرفه الجلوس

Mary: Hey Jasmin, your father is so cute; he just offered to marry me and Nada!!

ماري ( اهلا ياسمين , اباك ظريف , لقد عرض علي الزواج انا وندى )

Jasmin: yah he says that to all my girl friends!!

ياسمين ضاحكه ( نعم هو يقول كذلك لكل صديقاتي )

Saud: Ehm Ehm… Like guys I am also in the room!! No one wants to welcome me or what? Like Jasmin didn’t see me at all??

سعود وهو يصدر صوت تنبيه ( الست موجود ايضا معكم في الغرفه ؟ الا يريد اي احد الترحيب بي ؟ مثلا مثل ياسمين الم تراني معكم ؟ )

Your girl friend is playing hard to get bro  …” said Omar

( صديقتك تحاول استخدام اسلوب الصعب الوصول اليه يا صديقي .. كان هذا صوت عمر )

الجميع ضحكو وهم يقومون بالسلام على بعضهم وعلى خالد وريما التي خرجت من المطبخ للسلام عليهم وتنبيههم انه الطعام جاهز في غرفه الطعام اذا ارادو تناوله بأي وقت ثم توجهت مع خالد ليستعدو للذهب الى الحديقه العامه لممارسه رياضه المشي كعادتهم كل ليله ..

خالد … كان ذلك صوت صاحب المعطف الابيض وهو يناديه بكل رقه

رد خالد بنبره من استيقظ من شروده مستغربا من المقاطعه : نعم ؟؟

الا تريد التوقف عن الحديث لفتره قليله ترتاح بها ونصلي صلاه العشاء ومن ثم نكمل حديثنا ؟؟ قالها صاحب المعطف وهو امام خالد واقفا مادا يده له ليساعده للقيام عن الكرسي , وايضا بمعنى انه اليوم لن يأخذ جوابه بالرفض كالعاده في الايام الماضيه وانه مجبرا على القيام من الكرسي

خالد كان مبتلا بماء الوضوء وهم يقوم بآذان الاقامه بصوت جدا منخفض وهو يحس بخجل لا يعلم ما هو سببه وهو يحاول تذكر ترتيب نداء الاقامه الى ان انتهى  ورأسه منحني للسفل وعينيه تنظر الى الارض بصمت

صاحب المعطف لم يقل اي شئ ولم يزد على ذلك الا انه كبر للصلاه وبدأ بتلاوة الفاتحة بصوت رخيم وقوي الصدى وإن كان برقه وعذوبة غريبه في ترديد طبقات الصوت وهو يعلو وينخفض حسب مخارج الحروف والآيات الى ان وصل الى

– =  ( ولا الضَّالِّينَ ) = –

عندها بدأت سيول من الذكريات تمر بسرعه البرق في ذهن خالد …

تذكر قريته , تذكر استيقاظه كل يوم لصلاه الفجر والتوجه الى مسجد القريه الوحيد مع خواله واعمامه وبني عمومته من الاهل والجيران

تذكر صوت الشيخ امام المسجد الذي كان صديقا حميما لوالده قبل وفاته

تذكر بكاء خاله رقيق القلب عند وصول سورة الفاتحه الى نهايتها في كل صلاه تجهر بها بالتلاوة

تذكر بسمه امه وهي تضع الافطار له ولخاله كل يوم بعد الفجر عند عودتهم من المسجد

تذكر بكائهم عند مغادرته للظهران ووداعهم له

واخيرا تذكر بكاء امه في حلمه الازلي منذ وفاتها والذي استمر لسنين طويله يعاني من تكراره مرارا وتكرارا بنفس المراره

خالد انفجر بالبكاء الصامت وسيل الدموع يسقط على خديه وعلى ثيابه من كثرتها وتبلل يديه وهو يتذكر كل ما مر عليه بحياته من احداث متوالية كقصص بعضها المضحك وبعضها محزن والكثير من الذكريات المختلطه من اسفار وحفلات راقصه واجتماعية ومناقشات في شتى امور والتوجهات الفكريه والتيارات المتنازعه ..

تذكر قوته في قلمه, في حديثه , في منطقه  وفي التأثير على الجميع عند تحدثه عبر الاعلام والصحف عن آرائه وميوله الفكريه والثقافيه وعن اسلوبه الساحر في كيفيه شد المشاهد والمستمع والقارئ الى احاديثه عن المشاكل الاجتماعيه وكيفيه حلها بطرق مبتكره وحضاريه ,كل هذا تذكره وبنفس الوقت تذكر مدى ضعفه عما آلت له الايام وعما هو الان يحس به الان وهو واقف بجانب صاحب المعطف والذي يتلو القرآن بصوت بدأ بالبكاء والنحيب وهو محاولات جهده ان يقرأ بتركيز للمحافظه على التجويد ولكن يفشل كل فينه واخرى ويتوقف باكيا ثم يصدر صوت تنفس عالي ويرجع يردد الآية كما يجب ان تقرأ الى وصل الى الآية :

– = ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) = –

عندها انفجر خالد بالبكاء والشهيق بقوة وهو لا يعلم لماذا يبكي بصوت عالي هذه المره وعندها ايضا صاحب المعطف فقد السيطره وبدأ بالبكاء بصوت عالي ولم يستطع اكمال التلاوة بالطريقه الصحيحه تأثرا لما سمعه من بكاء وشهيق خالد .. عند ذلك الحد توقف عن التلاوة وبدأ بإكمال الركوع والسجود وصوته يترجف من البكاء بين كل تكبيره واخرى الى ان سلمو من الصلاة .. وكان خالد وقتها لا يزال يبكي ولا يستطيع الوقوف ويردد بصوت منخفض جدا لم ينتبه اليه صاحب المعطف

هذا انا خالد يا امي ..ارجوك صدقيني !!

وعندما التفت اليه صاحب المعطف وتلاقت العينان انفجر خالد بالبكاء مره اخرى وهذه المره لم يعرف لماذا !!

ولكن صاحب المعطف مسكه بكل رفق واسند رأسه اليه وهو يتلو باذنه بصوت منخفض جدا التعويذات ويمسح على رأس خالد الى ان احس انه خالد قد بدأ بالراحه وهدأت انتفاضاته السريعه وتشنج جسمه من البكاء ..

عندها ساعده على النهوض واجلسه على الكرسي وخرج مسرعا وعاد وبيده بعض المناديل و الماء مع بعض الاكواب التي صب بها الماء وساعد خالد على الشرب الى ان سكنت حركاته تماما وهدأ بعد ان مسح الدموع عن وجهه وبله بالقليل من الماء ..

صاحب المعطف لم يقل اي شئ وانما شرب القليل من الماء من كوبه بعد ان جلس على كرسيه اما خالد ولم يقل اي شيئا وانما كان مبتسما بهدوء وناظريه غير موجهة الى شيئ معين داخل الغرفه ..

وبعد فتره صمت سأل خالد بهدوء : هل تحس بالراحه الان ؟

نظر اليه خالد بنظره خاوية من المعاني وان كانت نبره صوته الغاضبه توحي بما في نفسه : وهل تظن اني احس بالراحه الان لاني فقط بكيت بعد ما تذكرت بعض الذكريات التي لا تعني شيئا الا بالماضي السحيق لي عندما كنت مجرد غلام في قريتي منبثقه من الصحراء والخاليه من اي مظاهر للتطور  ؟؟

لم يتفاجئ صاحب المعطف من هذا الرد الغريب والذي لم يقصده بسؤاله , ولكنه رد على خالد:

ولماذا لا تعني لك شيئا وهي اساس مهجرك وفيها ولدت وتربيت على يد امك حتى لو كانت حياتكم بسيطه دون اي مظاهر للتطور التي تقصدها ؟؟

خالد انتبه للمأزق الذي وضع نفسه به ولكنه لم يستسلم وقال : لانه حتى ولو كانت مسقط رأسي وبها عشت تحت كنف امي واقاربي ولكنها لا تزال ترمز الى التخلف الذي نعيشه بهذه البلد ولكن على شكل اكبر واوسع ونحن نضج بالقول اننا متطورون ولكن نعمل خلاف ما نقول!!!

ابتسم صاحب المعطف وهو يقول : نعم انت على حق فيما تقول , ولكني كنت اقصد في سؤالي الاول اذ كنت ارتحت بعد الصلاه ؟؟

خالد  وهو حذر فيما يقول : هل تريد القول انه الصلاه هي ما ارحتني وليس البكاء والتنفيس عن داخلي ؟؟ اليس هذه مبالغه بعض الشئ خاصه وانه العلم اثبت انه البكاء يريح الشخص !!

قال صاحب المعطف : نعم صحيح قولك هذا, ولكن ما هو السبب الذي جعلك تبكي الى هذه الدرجه اثناء الصلاه وانت تستطيع البكاء في اي وقت منذ ان اتيت الى هنا ولكنك لم تفعل !!

وبعد لحظة صمت اكمل قائلا : والذكريات لن تأتيك الا على شئ فقدته وتبحث عنه بشده والصلاه وما تذكرته اثنائها هو الذي تبحث عنه وهو السبب الذي جعلك تبكي لهذه الدرجه  حتى من غير ان تعلم !!

وعندما لم يجد اي جواب من خالد الذي استمع الى الكلام بعيون تائهة على رد آخر قال له صاحب المعطف : لا بأس سوف نتحدث عن هذا الامر لاحقا ..هل تحب الاستمرار في الحديث ؟

خالد كان رده الوحيد هو الدخول في عالم الذكرى ووصفه كفلم سينمائي يراه اما عينه : بعد عده اشهر ذهبنا الى منزل يوسف لنتطمئن عليه بعد عودته  من امريكا بعد ان اخذ اجازته من عمله ..

ريما موجهة الحديث بكل حنان الى اخيها يوسف الذي كان قد شرب كثيرا قبل قدومهم : يوسف كيفك وكيف مريم ؟؟

يوسف وهو صامت وهموم الدنيا كلها في عينيه المحمره من كثر الشراب : لا اعلم عن حالي انا !! لكن وجدت انه كاثرين لديها صديق جديد هناك و مريم عندما وصلت الى المنزل هناك بدأت بالشجار مع امها لطلبها نقود اضافيه للذهاب الى حفله ما مع اصدقائها من المدرسة وعندما اعطيتها النقود رغم اعتراض كاثرين لم تلق بالا حتى بشكري وتوجهت الى الخارج مع احد اصدقائها الشباب بسيارته الرياضية وقالت لي كاثرين انها تحاول جهدها لكي لا تغضبها اكثر خاصه انها بمرحله المراهقه وانها تعاني من مضايقه بعض الفتيان في المدرسه بسبب اصولها العربية والعنصريه وعدم فهمهم لثقافتنا وحضارتنا البائسه ومضايقتهم المستمره لها والقاء اللقب الارهابية والتخلف  بسبب اصلها خاصه بعد الاحداث التي لا تزال تأثيرها واضحا على الجميع هناك على اي شخص يحمل اصل عربي حتى لو كان امريكيا الجنسيه مثلي !!

واكثر ما آلمني هو بليله سفري لم تودعني حتى وكانت تنظر لي بنظره الغضب لاني انا السبب في قدومها الى هذه الدنيا وعربي الاصل مما اورثها هذا اللقب عند اقرانها من المراهقين !!

خالد بنبره الحزن : للاسف هذا شئ كان متوقعا حدوثه بعد ما حدث هناك حيث اصبحنا نقابل بكل احتقار ورهبة مننا بدون تفرقه انه لسنا كلنا اصحاب نفس الفكر هذا وان كان شيئا غريبا انه كنا نظن انه الشعب هناك متحضر اكثر من هذا ومتفتح ويعرف يفرق بين الامور خاصه وانه نحن نحاول اتباع فكرهم ومنهجهم في الفكر وتقريب التيارات والافكار !!

ولكن على العموم الا تستطيع طلب النقل الى فرع الشركه في هيوستن وتكون قريبا من مريم من هذه المرحله العمريه الصعبه لكي يطمئن قلبك قليلا وتساعدها في المراهقه ؟؟

يوسف : لم استطع , ادارتي قابلت طلبي هذا بالرفض حتى بعد ان شرحت ظروفي لهم ولكنهم تعللوو بعدم وجود اي منصب وظيفي هناك يناسب شهادتي الدراسيه وغير انه المناصب هناك خاصه للموظفين الامريكين وعندما قلت لهم اني احمل الجنسيه الامريكيه ايضا بدأو في التشكيك بكلامي واعتقدو انه سبب طلبي النقل على الجنسيه الامريكيه لكي احصل على الراتب الضخم الذي يبلغ اضعاف ما يأخذه المواطن !! ولم تفلح اي مساعي الى الان عبر معارفي او معارف ابي في النقل او طلب اكمال الدراسه او اي طريقه اخرى للذهاب والاستقرار في امريكا ولا اعلم ماذا افعل اكثر مما فعلت …

قالها بكل مراره وألم  واكمل قائلا :  لا اعلم ماذا افعل يا خالد , لقد انهيت على كل الشراب الذي في منزلي لكي يساعدني على الاسترخاء والتفكير في حل لهذه المشكله ولكني لم اجد اي حلا ابدا مهما حاولت , فكرت في افتتاح مشروع هناك ولكن الركود الاقتصادي هناك جعل من فعل الامر هذا بالوقت هذا شئ صعب جدا وانا بحاجه الى النقود هناك في دولتهم الرأس ماليه وكل شئ يتعامل بالدولار وانا بحاجه الدولار هذا لكي اكون قريبا من مريم واستطيع كسبها مره اخرى !! صدقوني لا اعلم ماذا افعل !!

خالد وريما استمرو مع يوسف يحاولون التفكير في اي حل ما ولكنهم لم ينتهو الى اي شئ مفيد !! واخرة الامر تركو يوسف خاصه بعد ان غرق بالنوم على اريكته بعد انه ثمل بشده ورجعوا الى البيت صامتين لا احد يتدث مع الاخر وكلا غارق في التفكير على هذا الحال المؤسف !!

هل تريد التوقف وترتاح قليلا يا خالد ؟؟ سوف اذهب قليلا الى احد المكاتب وانت اجلس هنا ارتاح قليلا من الحديث وسوف اعود لك بعد قليل ..

كان هذا صوت صاحب المعطف مقاطعا لخالد خاصه بعد ان لاحظ ارتجاف يد خالد وهو يتحدث

خالد صمت بعد ان لاحظ ايضا ارتجاف يده الغير ارادي ولم يقل شيئا وانما استند برأسه الى الخلف وبدأ بالنظر الى اللا شئ في السقف بعد خروج صاحب المعطف وهو يفكر بمدى عشوائيه الشقوق في الدهان بالسقف ومدى تماثلها مع عشوائيه حياته , والاحداث التي مر بها منذ خروجه من  القريه الى الظهران ..وفي الاخير الى هنا !!

غرفه صغيره  ذات كرسيان وطاوله عليها علبه من المناديل البيضاء وقارورة من الماء البارد وكوبين وحيدين له ولصاحب المعطف وجدران ذات الوان هادئة وان كان يتناثر بعض الشقوق بها هنا وهناك مبعثره كما هي ذكرياته وافكاره !!

بدأ في التفكير في اسأله صاحب المعطف .. لماذا فعلا بكي لهذه الدرجه اثناء الصلاه ولم يبكي قبلها ؟ لماذا هذه الذكريات اثرت فيه اكثر من غيرها ؟ هل بكى شوقا لامه خاصه بعد ان تذكر الحلم المرير ؟ هل بكى بعد ان تذكر سهوله الحياه في القريه وهو صغير ؟ ام هل بكى فقط لانه ادى الصلاه بعد انقطاع سنين وتأثره بما كان يتلوه صاحب المعطف ؟؟

الى هنا تذكر ايه الرحمه وعدم القنوط بها وانه باب المغفره موجود , لكن هل هناك اي مغفره له ؟ هل ما حدث له اي مبرر او اي سبب منطقي كما كانت حياته بالاكمل سلسله من التحليل المنطقي لسير الامور وعلى اسس وثوابت علمية كما دائما برر في مقالاته في حربه ضد المتخلفين الجهله كما وصفهم كثيرا من اصحاب هذه الرؤيا الذي يبدو انه  صاحب المعطف الابيض منهم ايضا !!

هل كان خاطئا فيما وصفهم به خاصه وانه هذا الشخص الذي يلازمه طوال اليوم لا يبدو انه سيئ الى هذه الدرجه !! انه يحاول قدر استطاعته تفهمه وتقبله دون الحكم عليه ومعاملته معامله انسانية وعطف ذكرته بخاله رقيق القلب ولم يحكم عليه بناء على ما كان يكتبه او يقوله او فكره والتيار الذي ينتمي اليه !!

هل كنت خاطئا في كل شئ هل كانت الخطى التي اسير عليها بحياتي ايضا خاطئة ؟؟ ام اني ضحيه تيارات متنازعه تستعمل كل الوسائل الخبيثه في استدرار العطف لها عبر اللعب بمشاعر الناس ؟؟ لكنه ليس احمقا او لا يعي ماذا يريد كما كان يطلق على عامه الشعب عبر مقالاته وليس ساذجا لكي لا يعلم ان كانت هذه العاطفه صادقه ام ورائها اهداف خافيه عن الاذهان وذات تخطيط مدروس على المدى البعيد !!

هل للصلاه نفس التأثير الذي كنت احس به وانا صغير ؟؟ هل كان  التحرر لكل ما هو له صله بماضي وجميع تلك الفئات التي تخطب  من عبر المنابر باصوات جهيره تنذر الجميع بالويل والبثور ولا تقبل بأي رأي مالم يكون عبر كتب تفسيرهم واحاديثهم المأثورة .. هل التحرر منهم جميعا كان الحل ؟؟

ولكن هذا صاحب المعطف يبدو انه منهم ولكنه ايضا صاحب شهادة علميه مرموقه من احد الجامعات الغربيه المعروفه جدا في مجالها التخصصي وتعتبر من ارقاها  وكما يبدو فهو يطبق ما تعلمه وما اكتسبه من خبره وله عده مقالات وابحاث منشوره في مجلات علميه معروفه  وجدها معلقه في جدار مكتبه مع صور اخرى وهو يصافح بعض كبار مجال تخصصه من اصحاب جنسيات مختلفه حول العالم من امريكا واوربا واسيا !!

ولكنه بنفس الوقت وضع فوقها كلها اطار من الخشب المزخرف داخله لوحه مطبوعه بالخط العثماني الجميل مكتوب عليها

– = ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) = –

واذا كنت لا ازال فعلا صاحب فكر منطقي وذات تحليل صائب فنتيجه هذا التحليل انه هذا الشخص يريد التطور ويدرس ويتعلم ويطور نفسه ومتسلحا بحبه للعلم وبنفس الوقت يصلي بكل خشوع ويبكي كما يفعل من كنت اكرههم واعتقد انه بكائهم هو مجرد شحذ مشاعر الناس لهم للثقه بهم وان حاولت مجادلتهم في اطار علمي او تحليل منطقي لا يحيرون اي جواب سوى اطلاق القاب انك صاحب فكر مبتذل وتيار عفن وذو افكار دخيله اتية من الغرب الكافر !!

بدأ خالد بوضع راحه يديه على عينيه وهو يفركها بقوة من اجهده التركيز والتفكير وكله حيره في وجود اي جواب شافي لتساؤلاته العديده وحيرته لماذا فعلا بكى عندما صلى بجانب هذا الشخص الغريب !!

وضع خالد يديه باستسلام وهو يردد بخفوت : اين انتي يا امي لكي تضميني لك بحنانك وترشديني كما كنتي تفعلين وانا صغير الى الجواب على اسألتي الكثيره ؟؟

لحظتها دخل صاحب المعطف بكل هدوء وهو يبتسم لخالد وجلس امامه وبنبره حياء ادهشت خالد من مدى مصداقيتها على خوف هذا الشخص عليه عندما سأله : هل تستطيع اكمال حديثك الان او تريد الراحه لفتره اطول ؟؟

خالد الذي تأثر من مدى حياء واهتمام هذا الرجل اجاب :  لا اريد الراحه..  استطيع اكمال الحديث واريد الحديث اليك

ابتسم بفرح صادق صاحب المعطف وهو ينحني الى الامام ويستند على الطاوله دليل على اهتمامه لما سوف يسمعه خالد وقال : تفضل ..كلي اذان صاغيه لك

خالد تناول رشفه من الماء الذي امامه واكمل قائلا :

مرت الايام لم يتخللها اي شئ يعكر صفائها الى ان اتى ذلك اليوم الذي كنا نستقبل به اولادنا في عطلتهم الاسبوعيه عندما لاحظت شحوب وجه ياسمين بشده وشرودها طوال الوقت  بينما كان عمر يبدو طبيعيا جدا , ظننت ايامها انها تعاني من المرض او شئ اتعبها وسألت عمر وقال لي انه لم يلاحظ اي شئ من الناحيه الصحيه بها ابدا ولكنه لاحظ انزوائها اكثر في غرفتها هناك وانها لا تخرج الا نادرا وانه ندى وماري دائمين الزياره لها في غرفتها ولا نجتمع في صاله الجلوس كما كنا نفعل سابقا !! وانه اثناء المحاضرات المدرسيه تكون سارحه ولا تستمع الى الشرح كما كانت او تنقاش وانما تخرج سريعا مع ندى وماري بعد انتهاء الحصه وينزوون في زاوية بعيده يتحدثون بخفوت ويصمتون اذ اقتربت منهم او يغادرون بصمت !!

خالد : حسنا وماذا عن جون او سعود ؟؟ لربما تحدثت الى ايا منهم او ندى وماري قالو اي شئ لهم ؟؟

عمر : جون لا يعلم اي شئ فقد سألته وقال لي انه لم يسال ماري لظنه انه ربما كانت اشياء خاصه في النساء التي لا يتحدثون بها للاولاد !! اما عن سعود فقد سافر فجأه لفرنسا بعد انه قال انه احد اقربائه تعرض الى حادث هناك والى الان لم يعد ولا يرد على اي من اتصالاتي  !!

خالد كان مشغول البال   وهو يتحدث الى ريما اثناء رياضه المشي عن حاله ياسمين الغريبه والتغيير الحاصل لها ويسألها اذ كانت قالت لها اي شئ

كان رد ريما ايضا خائفه ومليئه بالحيره وهي تقول : لا اعلم فعلا ما بها , حاولت الحديث معها ولم تقل اي شئ لي وحتى عندما تحدثت مع ندى وماري بررو فقط انها بسبب صعوبه الدراسه هذه الايام ولكني احسست انهم يكذبون علي وهناك ما يخفونه عني !

خالد : حسنا وما هو الحل ؟ هل اخذها الى المستشفى ؟ لقد بدأت اقلق عليها فعلا فهي لا تاكل واصبحت مثل الورده الذابله واخاها لا يعلم ماذا بها وحتى اساتذتها والمشرفين في مدرستها في البحرين لا يعلمون ما بها وكلهم يجمعون على مدى حيويتها ونشاطها العلمي والطلابي ولكنها فجأه اصبت غير مهتمه لمحاضراتها وتعاني من الشرود الشديد وعند تحدثو معها لم تزد في القول عن صعوبه الدراسه !!

ريما بنبره قويه واصرار : اذن لا يوجد اي حل سوى انك غدا تذهب الى منزل يوسف مع عمر وانا سوف اجلس معها محاولا للحديث معها حتى لو تطلب الموضوع الى استخدام الشده في الحديث ولا اريدك ان تكون موجود لاني اعلم انك تحبها وتدللها ولن تستحمل رؤيتها هكذا بضعفها ان امتنعت عن الحديث !!

خالد مفكرا وهو حزين جدا لعدم علمه ماذا حدث لابنته الحبيبه : حسنا لكي ذلك ولكن سوف احاول الليله الحديث معها وان لم اخرج بنتيجه فلا يوجد حل الا العمل بما قلتيه الان ..

وعند عودتهم الى المنزل صعد خالد الى الدرج وهو محمل بالثقل على كاهليه خوفا على ابنته واحساسه بالعجز بكيفيه التعامل مع ابنته وكيف ارجاع البسمه الى وجهها الجميل مره اخرى , وعندما اقترب من غرفتها سمع من خلف الباب صوت اغنيه حزينه , دق على الباب بخفوت وثم دخل ووجد ياسمين جالسه على سريرها معطيها بظهرها الى الباب وهي تستمع الى الاغنيه بشرود وهي تضم اليها دميه محشوه بالقطن كانت طالما تلهو بها وهي صغيره ولم تنتبه لدخول والدها عليها واقترابه منها ..

وضع خالد يده على كتف ياسمين وفجأه قفزت من مكانها بعد ان احست بيد ابيها على كتفها الصغير فزعا منه بعد ان استيقظت من شرودها  وعندما رأت ملامح اباها المرعوب من قفزتها هكذا حاولت الابتسام بمحاولة يائسه وفاشله لكي يطمئن .. وعندها جلس خالد بجانبها على السرير وبدأ باللعب بشعرها والمسح عليها وهو يقول بكل رقه وحب : ياسمين ماذا بك يا حبيبتي الصغيره ؟ هل انتي مريضه ؟ لقد افزعتيني عندما قفزتي من مكانك هكذا  ؟ هل تريديني الذهاب بك الى المستشفى لكي يفحصك الطبيب هناك ؟

لمعت عيني ياسمين بالخوف عند سماع ذلك ولكنها اخفت ذلك بسرعه وهي تحاول ادارة وجهها لكي لا ينتبه خالد الى تلك النظره وهي تقول : لا يا ابي انا بخير ولا اعاني من اي مشكله صحيه فقد ذهبت الى المستشفى قبل اسبوع في البحرين ولا اعاني من اي شئ وانما اعاني من الارهاق الشديد بسبب الدراسه خاصه وانه هذه سنتي الاخيره ولا بد من التركيز الشديد للحصول على مجموع مناسب يؤهلني للدخول الى الجامعه التي اريدها …

قالتها ياسمين واخر كلماتها كانت تحمل نبره من يحاول اخفاء البكاء بشده

خالد سكت خاصه انه صوتها لم يكن مقنعا ابدا ولكنه قبل رأسها وقال لها : حسنا يا طفلتي اذن اذهبي للنوم الان وغطاها بالفراش واغلق الباب وهي لا تزال معطيه ظهرها له ولكنه انتبه لدمعتها التي سقطت عندما قبل رأسها وسمع صوت نحيبها المكتوم من خلف الباب ووقف جامدا لا يعلم ماذا يفعل خاصه بعد دمعت عينه ايضا ولكن اخيرا تحرك متوجها الى غرفته حيث كانت ريما مترقبه له وعندما دخل توقف امام الباب وهو ينظر الى ريما بيأس ويهز رأسه معلنا انه لم يخرج بأي شئ مفيد !!

في اليوم التالي كان خالد وابنه عمر في بيت يوسف الذي كان ثملا جدا بعد انه قضى على زجاجتين من الشرب القوي لوحده ويبكي بشده وهو يقول لخالد : اريد مريم يا خالد ..اريدها بأي شكل كان !! لقد تحدثت مع كاثرين بالامس وقالت لي انه مريم سرقت منها 300 دولار لكي تذهب في رحله مع اصدقائها وعندما قلت لكاثرين ان ترسل مريم الي هنا لكي تعيش معي اذ كانت هي لا تستطيع السيطره عليها ردت بكل برود ان ارسل المزيد من النقود لكي تغطي نفقات ومصاريف مريم .. اريد ابنتي يا خالد اريد مريم  ورجع الى البكاء وعمر يحاول تهدأته مع اباه

في تلك اللحظة رن هاتف خالد المحمول وكان الرقم على الشاشه  يحمل اسم ريما فرد عليها قائلا : نعم يا ريما انا عند اخاك مع عمر  ماذا هناك ؟؟

ريما بصوت ونبره مرتجفه : خالد …

خالد : نعم يا ريما ..ماذا بكم ؟؟

ريما لم ترد وان كان صوت تنفسها واضحا ومرتبكا ومرتجفا بقوة !

خالد وصوته يعلو : ريما اجيبي ماذا هناك وماذا حدث ؟؟ اجيبي

ريما بصوت مخنوق جدا وكانها تبكي  : تعال

خالد وهو قلق جدا : انا آت …. واغلق الهاتف في الحال وهو يقول لعمر : ابق مع خالك سوف اذهب للمنزل واعود بعد قليل

خالد خرج من منزل يوسف راكضا بكل قوته وباسرع ما يمكن الى منزله وعندما وصل ولم يجد اي احد بالخارج ونور المنزل مضاء اطمئن قليلا على انه لم يحدث اي شئ ودخل في الحال الى الداخل وتوجه الى غرفه الجلوس حيث سمع اصوات من هناك ليجد ياسمين تنتحب على الكرسي وريما واقفه معطيه ظهرها لياسمين ويدها على فمها وكانها تحاول منع الهواء من الدخول وعيناها غارقه في الدموع ونظره الصدمه والرعب في عينها وهي تنظر الى اللا شئ محدد امامها  !!

خالد صرخ عندما رأى هذا المنظر : ماذا بكم ؟؟؟ ياسمين لماذا تبكين ؟؟ ريما ماذا بك تكلمي قولي ماذا بكم وما الذي حصل هنا ؟؟؟

ريما انتبهت هذه اللحظة الى وجود خالد امامها وهو يهزها بقوة سائلا عن ما بها ولماذا يبكون هي وياسمين ولم تستطع النطق !!

خالد وصوته يصرخ بصوت اعلى : تحدثو عليكم اللعنه ماذا بكم لا تقتلوني بصمتكم هذا !!! ماذا حدث ؟؟؟؟؟؟

ريما بصوت واهن جدا : ياسمين ….حامل

الى هنا توقف صاحب المعطف فجأه عن كرسيه  وبسرعه شديده اخرج ابره من جيب معطفه الطبي الطويل وبسرعه توجه الى ذراع خالد التي كانت ترجف بشده مثل بقيه جسمه وهو يتشنج بقوة وعرق غزير ظهر عليه وعينيه الجاحظة تبكي بدموع ساخنه تسقط من غير ان ترمش عينه ولو مره واحده ..

وبسرعه ومهاره ادخل الابره في ذراعه باعثا بالسائل الى عروقه واخرجها بلطف شديد وان كانت يده ممسكه بذراع خالد بقوة وحزم لمنعه من الارتجاف ورمى الابره على الارض الخاوية وامسك بكلا ذراعي خالد بحزم بيد واحده وبدا بالتركيز على عيني خالد الجاحظة ويده الاخرى تفرك بقوة صدره لتنشيط القلب اكثر في ضخ الدماء التي تحمل السائل المهدئ الى كل جسمه بسرعه الى ان بدأت عضلات خالد في الاسترخاء وبدأت الرجفه تخف تدريجيا وعيني خالد بدأت ترمش مره اخرى غاسله العينين المليئى بالدموع المتحجره لكي تسقط بكل هدوء

عندها افلت  الطبيب محمد يديه عن ذراعي خالد وهو يزفر بقوة ويتناول كوبا يصب به الماء ويساعد خالد على ارتشافه بهدوء وروية الى ان انهاه  ثم وضع الكوب على الطاوله وجلس الطبيب محمد على ركبتيه على الارض واحد يديه على ركبه خالد وهو ينظر موجها نظره الى الاعلى بنظره حزن وعطف متأملا عينا خالد الخاوية من التعابير الا الاجهاد والتعب ورأسة منحني للاسفل وهمس قائلا لخالد :

لا بأس عليك يا خالد انا هنا ..هل تتذكر بقيه ما حدث وماذا فعلت وهل تريد الحديث ام التوقف ؟

خالد لم يكن يستمع الى الطبيب محمد في تلك اللحظة وانما كان غارقا في اللا شئ وكان رأسه خلت من اي فكره او اي شئ مطلقا وما رأسه الا كره من الماء تحتوي على مجسم دائري يطفو وسطه بكل هدوء

الطبيب محمد بصوت خافت اكثر وبنبره قلق : خالد …

خالد وبنفس التعابير الخاوية من المشاعر فجأه قال :

اذكر اشياء خفيفه ..

اذكر ريما وهي تمسكني بقوة وتصرخ بشئ ما !

اذكر وجود سياره اسعاف بالخارج واناس كثيرين يتحدوث ويصرخون !!

اذكر ياسمين على الارض ودم يخرج من فمها  !!

اذكر عمر ويوسف وهم ممسكين بي بشده !!

اذكر وجود دم على يدي وقميصي ولا اعلم من اين اتى !!

اذكر اشخاص امسكو بي ربما مع عمر ويوسف او مع ريما لا اعلم فذاكرتي هنا مشوشه جدا ومتفرقه ولا اعلم ما هو ترتيبها المنطقي في الاحداث … !!

تنهد الطبيب محمد آسفا وقال :

حسنا يا خالد لا بأس استرح انت الان فقد بدأ مفعول الابره التي اعطيتها لك منذ قليل وسوف تحس بالرغبه بالنوم وانت قد بذلت مجهودا كبيرا الليله واريدك ان ترتاح وتنام ولذلك سوف اسندك وانا وانت نذهب الى غرفه نومك لكي تنام ..

خالد لم يحاول ابدا الاعتراض وتساند على كتف الطبيب محمد الذي كان معه منذ 6 شهور في المستشفى الى اليوم وهو يعالجه من الانهيار العصبي الشديد الذي تعرض اليه , وبدأو في السير الى ان وصلو الى الغرفه وساعده الطبيب على الاستلقاء على السرير وتغطيته وكانه طفل صغير وتوجه الطبيب الى الباب وتوقف فجأه واللتفت الى خالد قائلا : خالد سوف آتي لكي ايقظك في الفجر لكي نصلي سويا ان شاء الله

خالد لم يجب بأي شئ وانما هز رأسه هزه خفيفه معلنا موافقته واغلق عينيه ونام فورا

النهاية

انتهت ملحمه الحضاره ..

انتهت طيبة القلب وفطرتها السوية

انتهت العادات الجميله الشهمه المنبثقه من اصول الدين

انتهى كل شئ الا فاتوره سداد ثمن اندفاع الناس الى تيار زائف مغلف ببريق زائف

انتهى من تعايش مع تيار معين بدون التفكير الانغماس الى اقصى درجات التطرف الفكري بدون اتخاذ الوسطيه والاعتدال في كل شئ هو الحل

انتهت الثلاثيه وقصه خالد مع الحضاره وما بقي الا سرد اسماء ابطالها وما آلت اليه مصائرهم اليه بعد هذه الاحداث :

ريما : عادت الى بيت ابويها مع عمر بعد دفن ياسمين ودخول خالد الى المستشفى بعد انهياره العصبي بعد ان قتل ابنته الوحيده بيده,  وعانت من اكتئاب نفسي حاد واستقالت من عملها بعد تحرش جنسي لها في العمل.

عمر : لم يكمل دراسته وتعرف الى بعض من الشباب الذين يأتون الى ارامكو واصبح يذهب معهم لحفلات الشراب والفتيات واصبح يروج لماده الحشيش داخل ارامكو.

يوسف : اصبح مدمنا على الشراب وكأسه لا تفارقه ليلا او نهارا.

كاثرين : تعرضت للاغتصاب على يد صديقها الجديد وسرقه منزلها بالكامل بعد ان اغتصبها وضربها ولا تزال تعالج في احد المستشفيات من اثار الضرب والاغتصاب.

مريم : ادمنت على المخدرات وادخلت الى مصحه للعلاج من الادمان في هيوستن بعد خروجها من السجن بتهمه حيازه المخدرات.

خالد : دخل عليه الطبيب محمد قبل صلاه الفجر ووجده ميتا بعد تعرضه لنوبه قلبيه اثناء نومه ويده ممسكه بالمصحف الشريف  ويده الثانيه ساقطه بجانبه خارج السرير … وعلى الارض كانت صوره سقطت من يده

صورة ياسمين

تمت بحمدالله وعونه واشهد انه لا اله الا الله وان محمد رسوله وعبده

2009/11/21

ثلاثيه الحضارة – 2

ثلاثيه الحضارة – 2

خالد ..فتي القرية البسيطه المليئه بعبق الماضي ببساطته وفطرته النابعه من قلوب الناس المحبه لعمل الخير وانغماسه في الحياه المدنية والتعاليم الجديدة التي تبناها قلبا وقالبا منسلخا عن ماضيه والمنقاد مع التيارات والرياح التحررية بدون قيود … هل سوف يستمر ؟

القصه طويله جدا  , لذلك وجب التنويه

نكمل قصه خالد

مرت 6 سنين على زواج خالد وهو يعيش  داخل السكن الخاص لشركه ارامكو ..

اصبح لديه ولد وبنت :

عمر و ياسمين …

يوسف صديقه ونسيبه تزوج من امريكيه تعرف عليها باحد سفراته ولديه ابنه اسماها مريم …

وتستمر الحياه

خالد ..يا خالد اين انت ؟؟ اسرع لكي نسرع بالذهاب الى منزل يوسف

كان هذا صوت ريما تنادي خالد كي  لا تفوتهم بدايه حفله رأس السنه المقامه في بيت يوسف !

خالد رد قائلا في حيره : انا آت ولكني محتار في ماذا اخذ كهديه ليوسف !! هل اجلب معي الشامبانيا التي اهداني اياها اباك ام زجاجه النبيذ التي جئنا بها من البحرين ؟

ريما بعد تفكير : دع النبيذ لنا نتناوله مع العشاء , بحكم انه احتفال والمأكولات سوف تكون خفيفه  لذلك ارى انه لابد سوف يكون هناك شمبانيا في وقت الاحتفال في منتصف الليل ولا يمنع ان نجلب المزيد منه !

خالد : فعلا انتي على حق …هيا بنا نذهب اذن

دخل خالد وريما الى منزل يوسف القريب من بيتهم على اصوات الترحيب الحار من الجميع وكالعاده انبهر خالد من دقة يوسف في زينه منزله وقت الاحتفالات مثل الكريسمس عندما جلب شجره صنوبر حقيقيه مع زينتها او في عيد الهالوين عندما جعله مثل بيت الاشباح وغيرها من الاعياد , وما كان ملفت للانتباه في الزينه هي الساعه التي جلبها خصيصا المعده لاحتفال رأس السنه والتي تبدأ عملها منذ الساعه 9 وتنزل ببطئ الى ان تهبط الى القاع معلنه عن دخول السنه الجديدة , هذا طبعا غير البار حافل بالمشروبات والمأكولات الخفيفه والموسيقى الصاخبه

كانت كاثرين في استقبالهم داخل الصاله ترحب بهم قائله بالانجليزية :

Khalid how are you doing and Reema you look so lovely as always, one day you have to give me your secret

( خالد كيفك وريما انتي تبدين جميله كالعادة لا بد ان تقولي لي سرك )

حالد وريما

Thanks Katherine , it most be the holyday sprit and the mix feel so good

(شكرا كاثرين , لا بد انها بسبب اجواء العيد التي تجعلك في مزاج جيد واحساس جميل )

كاثرين :

Well it is always good to have family around , come on mix with the guests and feel free at the bar

( انه فعلا لشعور جميل بضاء الوقت مع العائله , هيا اختلطو ببقيه الضيوف و تناولو ما اردتم من البار )

خالد وريما بعد انه كل منهم تناول شرابه المفضل من البار بدأو في الرقص على الاغاني الصاخبة وكانت عينا خالد تلمع بالسعادة وهو يحس بالفخر من مدى جاذبية ريما بفستانها الجديد وجمالها الاخآذ ونظرات الحسد من الرجال ونساء الحفله وهي تأكلها وتلاحقها وهي ترقص مع خالد !!

خالد ؟؟ لا اصدقي عيني لقد تغيرت  !! اهذا انت فعلا ؟؟  كان هذا صوت حنان وهي تضمه بقوة وشوق

حنان كانت في ادارة خالد السابقه التي كان يعمل بها منذ 4 سنوات

خالد : حنان ايتها الشقيه كيف حالك ؟ وما هي احوال الادارة من بعدي خاصه مع رئيسنا الخرف مايكل سميث  وابو وليد  رئيس الادارة ؟؟

حنان : مايكل سميث تقاعد قبل 6 شهور وسافر لكي يستقر في الفلبين بعد ان ابتاع قصر داخل مزرعه تطل على احد  شواطئ البحر هناك , لقد اتت جهودة بنجاح بعد ان استمر ببيع الشراب الذي كان يصنعه في منزله منذ اكثر من 25 عاما بمبلغ محترم ومدخرات ضخمه

خالد وهو يضحك : نعم نعم هذا الخرف عرف من اين تؤكل الكتف , والشراب الذي كان يصنعه كان له مذاقه الفريد افضل من بعض انواع الشراب المصنع عالميا  , وماذا عن ابو وليد هل انتهت المشاكل التي كانت بينكم في الادارة ولا يزال يسبب الازعاج الدائم لك بملاحقته لك ؟؟

حنان : لا تتحدث عن هذا الامر وتفسد علي الحفله , الى الان يحاول هذا العجوز العفن ملاحقتي ومغازلتي وبنفس الاسلوب المعتاد والكلام المكرر عن امانيه بالذهاب الى البحرين مع فتاه جميله في باله او ان منزله لا يوجد احد به كلما سافرو اهله واحساسه بالوحده ومن هذا الكلام المكرر , ولكني اصبحت لا آبه به مثل قبل خاصه وانه اصبح يخاف مني الان

خالد باهتمام : ولماذا اصبح يخاف منك ؟؟

حنان : هل تعرف جابر رئيسه المرشح لاستلام منصب نائب رئيس في نفس القطاع ؟ لقد اصبح بجيبي الان وكالخاتم باصبعي بعد رحله ذهبنا بها سويا مع بعض الاشخاص من الاداره الى لندن في العام الماضي ..وانت تعرف اسلوبي وكيف جعلت منه دمية احركها كيفما اشاء ..

قالتها ضاحكة وهي تغمز لخالد الذي رد عليها ضاحكا : يا  لكي من شقيه قوية !! جابر اصبح احد ضحياك  ؟؟ يبدو ان ابو وليد قد زاوله الخوف بأن ياتي قرار بنقله الى وسط احد المعامل التي بوسط لصحراء اذن !! لقد صدقت الان كلامك الذي كنتي تقوليه لي منذ زمن عن كيف سوف تجعلين الشركه كلها بكل رؤسائها خواتم تزين اصابعك وسوف تصلين الى ما تريدين بأي طريقه كانت

حنان وهي تضحك بقوة : نعم لقد قلتها ولا ازال اقولها سوف اصل الى ما اريده ولن يقف اي احد بطريقي  ..ثم خففت من صوتها وهي تقول لخالد غامزه بعينيها , دعنا من هذا الحديث الممل عن العمل , لقد اصبت اكثر وسامه بعد الزواج والشيب الذي بدأ يغزو شعرك اصبح يعطيك جاذبية اكبر مما كنت عليها قبل 3 سنين في المؤتمر في مدينه هيوستن الذي تعرفنا به على بعض اكثر

خالد حاول كتم الضحك بقوة مع سيل الذكريات لتلك الليله الصاخبه مع حنان في هيوستن في احد الغرف الفندقيه المطله على احد البحيرات  وحاول شتى قواه للحفاظ على توازنه عندما اقتربت ريما زوجته وهي تصرخ قائله :

حنان اين انتي ايتها المفقوده ؟؟ منذ شهور كثيره لم تفكري حتى بالاتصال علينا او زيارتنا في المنزل بعد ان انتقل خالد من ادارتكم !!

حنان تضحك بقوة وهي تضم ريما وتقبلها وهي تضحك وتقول لها : ومن اين لي الوقت يا ريما حتى لزيارة اهلي , لقد قد كنت بالتو واللحظة اقول لخالد عن ضغط العمل مع المشاريع الجديدة وسفري الدائم مع الرؤساء من دوله لدولة طوال السنه وعندما اردت السلام عليك هنا وجدتك تراقصين جون وحولك حلقه من المشجعين وانا قصيره لا استطيع اختراق ذلك السوار البشري

خالد انسحب من جوار الفتيات وهم يتحدثون بحماس عندما رأى يوسف عند البار يضع ثلج اضافي بدلا من الذي انتهى  فذهب اليه وبدأ يملئ كأس اخرى وبدأ بالحديث معه

خالد : يوسف كل عام وانت بخير يا رجل , اين انت لقد كنت ابحث عنك منذ ان اتيت , وهل اعطتك كاثرين الشمبانيا التي جلبتها كهدية مني ومن ريما ؟؟

يوسف : اهلا اهلا بك خالد وكل عام وانت بخير , نعم لقد وضعته كاثرين على البار واشكرك على ذوقك الكريم ولكني لم كنت اتوقع انه سوف احتاج الى المزيد من الثلج وذهبت الى بيت والدي لاجلب المزيد من عنده , لقد كانت فكره حسنه انه ترك المفتاح عندي قبل سفره مع امي والا لكنا قد تورطنا بالشراب

خالد ضاحكا : ولم الضيقه ونحن بجوراك ايضا ونستطيع ان نجلب لك اي ناقص , المهم لنستغل فرصه عدم وجود اي شخص معنا الان واخبرني عنك يا عزيزي واعذرني لو لم يكن هذا الوقت المناسب ولكن لم تسنح لنا فرصه بالتحدث من قبل , ماذا حصل لك مع زوجتك كاثرين وماذا فعلت عندما اكتشفت خيانتها لك في منزلك مع ذلك الاحمق رامي ؟

يوسف سكت لبرهة وهو ينظر لكأسه النص ممتلئ ثم شربه كله دفعه واحده ثم جدده بكأس مليئ وهو يفكر بعمق وسكوت , ثم نظر الى خالد قائلا :

تحدثت معها يا خالد واعترفت بغلطتها ووعدتني بعد تكرراها في لحظة ضعفها خاصه انه احد اصدقائي في العمل وكان دائما يأتي الى منزلي ويلعب مع ابنتي مريم , وربما كانت غلطتي انا لاني لم انتبه لنظراته الغريبه الى زوجتي .. لذلك اتفقنا انه خطأ مشترك بيننا ولا بد من تجاوزه ونسيان ما حدث ونكمل الحياه من اجلنا واجل ابنتنا , والحياه الزوجية لا بد من المشاكل بها كم تعرف وكما ترى من برامج التلفاز مثل اوبرا وينفري والدكتور فيل

يوسف انهى حديثه كما انهى كأسه الثاني .. وخالد فقط يستمع ويهز رأسه موافقه وهو يتناول رشفه من كأسه ثم قال : نعم كلامك هو عين العقل , هذه الحياه الزوجية لا بد من مشاكل ومن الفجوات ولكن الكل يتعلم من اخطائه …فعلا خير ما فعلت ولذلك فلنحتفل الان في منزلك ايها الاسد

استمرت الحفله بكل صخبها وضحكها الى ان اقتربت الساعه من منتصف الليل عندما جائت حنان فجأه لتقبل خالد قبله قوية وهي تضمه امام الجميع وسط استغراب الجميع خاصه انه ريما كانت واقفه بجانب خالد وهي تنظر الى حنان بعين مستغربه وغاضبه , خالد احس بالغثيان من هذه المفاجئه خاصه وانه حنان كانت ثمله جدا من اكثارها للشراب ورائحه الشراب القوية من فمها , فامسك بها بحزم وابعدها بهدوء وان كانت لا تزال الانظار لا تزال عليهم من قبل الجميع فقال ضاحكا بقوة وتوتر محاولا لتخفيف هول الموقف :

Please excuse her, she is a bit drunk and was just practicing her kissing before we reach the zero hour in mid night

( ارجو المعذره لها فهي ثملة وكانت فقط تتدرب على التقبيل قبل ساعه الصفر لمنتصف الليل )

ضحك الجميع من هذا الكلام , وحنان احمر خديها خجلا واعتذرت بقوة وهي تقول انها ليست متعوده الاكثار من الشراب ونست كم كأس شربت  وابتسم الجميع على كلامها مؤيدين لحديثها دلاله على انهم جميعا اكثرو من الشراب الليله .. وعاد اهتمامهم لمراقبه الساعه وهي تقترب من منتصف الليل وهم يرقصون ويشربون

بعد انتهاء الحفله في ساعات الليل المتأخره عاد خالد وريما الى منزلها وريما كانت لا تزال تحس بالضيق من غيرتها لما حدث وهي تقول : كيف تتجرأ هذه الحمقاء على تقبيلك هكذا ؟ وان كانت ثملى ولا تستطيع التحكم في تصرفاتها بعد الشرب فالأولى لها ان لا تشرب وتسبب الاحراج لها وللجميع !!

خالد يستمع لكلام ريما ويهز رأسه موافقا لكلامها كل فتره وهي لا تزال تتحدث بغضب عنها بينما كان سارحا مبستما داخل نفسه وهو يتذكر تلك الليله التي تحدثت عنها حنان في هيوستن ويتذكر تفاصيلها بكل دقة  وفي الاخير رد على ريما وهو يقول : لا تغضبي يا عزيزتي  فلم يحدث اي شئ يذكر , لقد ثملت الفتاه واعتبري نفسك محظوظة انها لم تقبلك انتي وقتها والا كان سوف يصبح الموقف محرجا فعلا

ريما اتسعت عيناها بفزع وكانها تتخيل الموقف ثم ضحكت ضحكه قصيره وهي تقول : فعلا وقتها سوف تتخذ الحفله اتجاها اخر لا نعلم الى ان اين قد يصل  وضحكت مره اخرى وان كانت لا تزال الغيره واضحه في صوتها  , ولكنهم دخلو البيت ونامو بسرعه بسبب التعب وكثره الشراب والرقص !!

 

========

صوت مجهول : خالد … خالد … خالد .. اين انت يا خالد ؟؟؟ .. خالد اهذا انت فعلا ؟؟ ماذا حدث لك ولما تغيرت هكذا يا خالد ؟؟ انا لا اعرفك !! لا تشبه خالد الذي اعرفه ؟؟ اين ذهبت بخالد الذي اعرفه ؟؟ من انت ولماذا تفعل بي هذا الفعل ؟؟ خالد … خالد … اين انت يا خالد ؟؟؟؟

خالد صارخا : انه انا يا امي ..انا خالد ابنك , انا خالد  صدقيني !! لماذا لم تتعرفي علي وانا ابنك الذي تربى بين يديك يا امي ؟؟ انا خالد يا امي  !!

صوت مجهول : خالد …خالد … اين انت يا خالد ؟؟ ومن هذا امامي يتحدث بصوتك ولكنه لا يشبهك ؟؟ خالد …خالد …اين ذهبت يا خالد ؟؟

خالد بصراخ اعلى : امي , ارجوكي اسمعيني وصدقيني انا خالد الذي امامك ارجوك انظري الي جيدا

الصوت المجهول : لا لست بخالد ابني , ابني يشع النور من وجهه بطيبته وفطرته وذكائه وحبه واعتداله  ومن نظره عينيه , انت لست بخالد وان كنت تشبهه  , خالد اين انت يا خالد وماذا فعلت بولدي الوحيد  ؟؟؟

خالد بصوت باكي : امي احلف لك بكل شئ انا خالد , لماذا تبكين وانا امامك …انا خالد ارجوك انظري الي ولا تعرضي بوجهك عني ..انا ابنك خالد !!

الصوت المجهول وهو يبكي بحرقه : اين ذهبو بك يا خالد عني ؟ الى اين اخذوك مني ؟ الى اي هاوية سوف يقودونك اليها يا خالد ؟ يا حسرتي في مماتي وقبري عليك يا خالد …

وتبكي بقوة شديدة وتنتحب

انا هنا يا امي ارجوووووووووك يا امي انا خااااالد

خالد , خالد , خااااالد …كان هذا صوت ريما وهي فزعه وتحاول ايقاظ خالد من نومه الذي كان يصرخ به  الى ان استيقظ وهو يهب فجأه بعيون باكية وهي يصرخ قائلا : امي انه انا خالد ارجووووك صدقيني  !!

قالها وهو يلهث بقوة وعرق غزير على وجه وريما لا تزال تصرخ به : خالد ماذا بك ؟؟؟؟؟؟

خالد لا يزال يلهث بقوة وبعيون باكية تائهة لا يستوعب اين هو ولا من التي بجانبه , مما جعل ريما تضمه لها بقوة قائله : خالد هذا انا زوجتك وحبيبتك  …ارجوك قل شيئا !!

زفر خالد بقوة نفسا قويا وهو يقول : لقد عادت الكوابيس مره اخرى ..دائما نفس الكابوس اني ارى امي بعد وفاتها  وهي لا تتعرف علي ولا تصدقني عندما اقول انه انا ..لا عليك ارجعي للنوم وسوف احاول النوم

ريما استمرت بالنظر اليه لثواني وهي ترغب الحديث اليه اكثر ولكنها تعلم انه لن يقول اي شئ اضافي خاصه وانه مجرد حلم ويبدو انه فقط مشتاق لامه خاصه بعد وفاتها بوقت طويل !!

خالد ايضا رجع الى وسادته وهو يفكر ويسأل نفسه نفس الشئ , لماذا دائما نفس الحلم ؟ ولماذا امه لا تتعرف عليه وهو كما هو لم يتغير شكله ابدا عن ما كان عليه الا بالزياده القليله بالوزن وبدأ زحف الشيب الى سالفيه ؟؟ يستمر بالتفكير دقائق اخرى ويعود الى نومه بعد عجزه انه الوصول الى تحليل منطقي لهذا الحلم واسباب تكرراه !!

تمر الايام والشهور سراعا , ياسمين عمرها 9 سنوات وعمر في السابعه , كانت فرحه ريما وخالد بهم لا توصف خاصه بعد اتفاقهم بعد انجاب المزيد لكي يستطيعون تربيتهم والتركيز عليهم !

خالد وهو يلاعب ابنته الجالسه في حضنه : ياسمين من تحبين اكثر ؟ اباك ام امك ؟؟

ريما وهي غاضبه : خالد لقد قلت لك كثيرا لا تسألها هي السؤال الغبي لكي لا اغضب من الجواب .. والحمدالله انه عمر الان يلعب مع مريم في بيت يوسف ولا اغضبتني معه ايضا ..

خالد ضاحكا : ولما انتي غاضبه ؟ هل تغارين من ابنتك انها تحبني اكثر منك ؟؟

ريما وهي تحاول ان تحافظ على اعصابها متجاهلة لكلام خالد  تسأل ياسمين :  حبيبتي الصغيره ماذا تريدين ان تصبحين عندما تكبري ؟؟

ياسمين : اريد انه يكون لدي صديق وسيم مثل ابي

خالد وريما يضحكون من جوابها ويقول لها خالد : هل تريدين الزواج بشخص قبيح مثل ابيك ايتها عديمه الذوق مثل امك …قالها ضاحكا وهي يغمز لريما التي ابتسمت له وان كانت تحاول ان تجعل بسمتها غاضبه من محاوله اثاره اعصابها كلما لعب مع الاولاد

ياسمين : لا اريد زوجا , اريد صديقا مثل لعبتي باربي وعندنا تتزوج باربي فسوف اتزوج انا

انفجر خالد وريما بالضحك على جواب ياسمين التي نظرت اليهم بإستغراب لماذا يضحكون من جوابها , الى ان قررت النزول من حضن ابيها الى الارض واللعب بدميها غير آبهة بهم ولا بضحكهم

خالد وهو لا يزال ضاحكا : انها ابنة امها تريد صديقا منذ ان كانت بنفس عمرها مثل ما قال لي اباك ذات مره وايضا عندما كبرتي وصادقتي ذلك الاحمق البريطاني جاركم سبينسر اذا لم تخني ذاكرتي وان لم افهم ايامها لما كنتي تصادقينه وانتي اجمل منه بمراحل واذكى منه

ريما ضاحكه وماذا كنت تريدني ان افعل ؟ ان اخرج مع احد الشباب الذين يأتون الى الظهران في كل نهايه اسبوع ثم يخرج معي لكي ينام معي ثم يفضحني بين اصدقائه عندما تسلى بدمية جديده , ذلك الاحمق البريطاني على الاقل كان يحترم حقوقي كإمرأة  ولكني سأمت منه عندما بدأ بالحديث عن الهجرة وان اذهب معه الى بريطانيا والعيش معه هناك خاصه انه قد بدأ دراسته الجامعيه هناك

خالد وهو مبتسم بغموض وخبث : ولما لم تذهبي معه وقررتي البقاء هنا خاصه انه وقت هجرانك له كان بنفس وقت حديثنا تحت الشجره ؟؟

ريما وهي تقابل ابتسامته الخبيثه بنفس الخبث  وترد قائله : انت مختلف تماما يا زوجي الاحمق  , لقد اعجبت بك وبصراحتك وحيائك بالتعامل معي واحساسي الذي لا يخيب بانك انسان متفتح فكريا وحضاريا بعد حديث الشجره ولن تصبح همجيا او رجعيا مثل البقيه الذين بالخارج .. واثبت لي انه لا يزال هناك امل في تطور الناس فكريا وثقافيا خاصه وانه الان ايضا اصبحت كاتبا معروفا ببعض الصحف المحليه ولك عمود اسبوعي في بعض اهم الصحف المحليه  مما يذكرني بشئ , لقد اثار المقال عن سياقه السيارات لنا الضجه بين الناس وانه هناك عده توجهات قيادية للسماح في هذا الموضوع .. هل هناك اي تطورات حول هذه القضيه ؟؟

خالد بنبره الضيق : الى الان لم يعلن اي شئ مؤكد وان كان الجميع يقول انه هناك لجان مختصه تدرس الامر هذا  وعن مدى تقبل بقيه الناس للقرار هذا وان كنت لا افهم كيف يأخذون برأي هؤلاء الهمج والاغبياء وهم لا يعرفون اصلا ماذا يريدون وفقط يصرخون بالرفض بدون اي تفكير ويتهمونا بأننا نريد الاستحواذ على صوت الشعب عبر الصحف وايصال افكارنا فقط , هم نفسهم لا يعلمون ماذا يريدون !!

ريما ردت : فعلا ..هم فقط يهمهم الكلام بدون التخطيط لاي شئ والصراخ دون التفكير بما يقولون وعند السؤال عن ماذا تريديون ينصدمون ولا يعرفون الجواب , ولكن قل لي لماذا عندما اسألك عن موضوع السياقه احس بنبره الضيق بصوتك ؟؟

خالد : انتي تعلمين وجهة نظري , لست امانع من سياقتك وانتي تسوقين هنا داخل سكن الشركه , ولكن بالخارج …صراحة احس بالخوف عليك , ليس من نتيجة السماح لكم ولكم من مضايقه الهمج والاعظم من ذلك خوفي عليك انه الموضوع يتعدى مجرد مضايقات من الهمج الى رفض عدواني من بعض التيارات الموجوده هنا الرجعيه التي قد يتعدى رفضهم الشفهي الى اعمال شغب وتدميريه !!

ريما : لا تخف يا خالد , نحن الان التيار الاقوى ولنا انصارنا بكل مكان سواء من الداخل او الخارج والضغوط  الخارجية وايضا المحليه اصبحت مؤثرة بما به الكفايه , واصبحنا كثرة الان بعد ان كنا قله وكلنا لنا نفس الهدف حتى لو نكن نعرف بعضنا البعض , وفعلا التوقع بالرفض هذا لا بد من حصوله كم حصل للكثير من التقنيات والقرارات من قبلها ومن ثم تنضحل مع الايام وتختفي وتصبح شئ اعتيادي في المجتمع لا تلفت الانتباه مثل الراديو على ايام ابي وثم دخول السيارات ثم التلفاز والصحون للمحطات الفضائيه والانترنت والكثير من الامثله

خالد : فعلا .. ولكن دعينا لا نستبق الاحداث ولكل حادث حديث كما يقال بالامثال .. ويبدو انه مقالي الجديد  في الصحف سوف يكون عن هذه الامثلة من الراديو والتلفاز والانترنت وكيف تعامل معها المجتمع في البداية وثم اصبحت من ضروريات الحياه الان

ريما ضاحكه : نعم ارأيت كيف هي افكاري ذهبيه وتجلب الوحي لك ؟؟ قالتها ضاحكه ثم غيرت محور الحديث قائله : لقد تذكرت شيئا , سوف اتأخر قليلا الليله عند صديقتي سامية فهي بحاجتي الليله  وبالحاجه الى نصائحي

خالد : لماذا ما حصل لها ؟

ريما : لا شئ مهم لكنها لا تزال صاحبه افكار رجعيه غبيه وتنكر نفسها وحقها في الحياه والتلذذ بها , يوجد طبيب يعمل معها بنفس القسم يتودد لها ويريد تكوين علاقه معها  وهي ترفض مبرره لنفسها انها لم تتعود الخروج مع غريب وليست من تقاليد مجتمعها , لذلك سوف احاول الجلوس معها واقناعها خاصه انها ارمله وهي لا تزال صغيره بالعمر وجميله وذات جسم جميل جدا ومن حقها انها ترفه عن نفسها قليلا !!

خالد : حسنا ولكن الا تخافين ان يكون هذا الطبيب يريد تكوين علاقه معها فقط من اجل جمالها ؟ ولن يضرها بأي شئ خاصه وانها لا تزال متأثره بوفاه زوجها ؟

ريما : لا انكر انه يبدو فعلا معجب بها من اجل جمالها خاصه انها من ايام زواجها وهي تعرف كيف المحافظه على جمالها وشبابها  , ولكن على الاقل ترفه عن نفسها مثل ما قلت لكي تتسلى وتخفف من وطأه وفاه زوجها على نفسها ومن يدري ربما احبو بعض ويتزوجون وتعوض بقيه حياتها معه وان لم يتزوجو فعلى الاقل كما قلت احست بانوثتها قليلا ورفهت عن نفسها وخففت من حزنها !!

خالد وهو يستعيد ذكرى ليله هيوستن مع حنان : حسنا تفعلين , اذن سوف اخذ ياسمين الى منزل يوسف وانا اقضي وقتي برياضه المشي  في الحديقه لعدة ساعات واعود في الليل ..

 

========

 

خالد … خالد … خالد .. اين انت يا خالد ؟؟؟ .. خالد اهذا انت فعلا ؟؟ ماذا حدث لك ولما تغيرت هكذا يا خالد ؟؟ انا لا اعرفك !! لا تشبه خالد الذي اعرفه ؟؟ اين ذهبت بخالد الذي اعرفه ؟؟ من انت ولماذا تفعل بي هذا الفعل ؟؟ خالد … خالد … اين انت يا خالد ؟؟؟؟

خالد صارخا : انه انا يا امي ..انا خالد ابنك , انا خالد  صدقيني !! لماذا لم تتعرفي علي وانا ابنك الذي تربى بين يديك يا امي ؟؟ انا خالد يا امي  !!

خاااالد استيقظ ماذا بك … كان هذا صوت حنان صارخا على خالد وهي تحاول ايقاظه من كابوسه

استيقظ خالد فزعا كالعاده من الكابوس وهي يلهث بقوة وهو ينظر بعين حنان الخائفه مما حصل له وصراخه اثناء نومه بجانبها  , الى ان هدأ خالد وشرح لها انه مجرد كابوس يعاني منه وانه لا بد العودة الان الى بيته  , ركب خالد سيارته وهو يفكر لماذا هذا الكابوس المعتاد ولماذا امه لا تتعرف عليه ابدا مهما حاول من اقناعها بالحلم !! اخذته الافكار الى ان وصل الى منزله ولاحظ انه ريما لم تعد الى الان ووجد رساله في هاتفه من ريما تقول انها سوف تعود بعد قليل وانه الاطفال في بيت يوسف يقضون الليله هناك مع مريم , قرر خالد انه سوف يغتسل ويذهب الى بيت يوسف لكي يتناول شرابا مع يوسف ويحكي له عن الحلم …لربما يجد عنده جواب يشفي غليله !!

خرج خالد مشيا على الاقدام متوجها الى بيت يوسف وقبل ان يصل الى هناك تذكر انه يوسف قد ذهب الى البحرين عند اباه وامه ليتبضعون وسوف يعودون سويا بعد ساعتين على الاقل ..توقف مفكرا بالعوده الى منزله عندما لاحظ وجود سياره غريبه امام بيت يوسف فقرر اكمال الذهاب الى البيت ظنا انه يوسف قد عاد مبكرا واستعمل سياره احد اصدقائه , وعندما اقترب من المنزل  وقبل ان يدق الباب سمع صوتا غريبا من النافذه مع حركه وصوت ضحك لرجل ولكنه لم يكن صوت يوسف !!

اقترب من النافذه ورأى كاثرين تعانق شخصا ما لا يعرف اسمه ولكن يعرف انه يعمل مع يوسف بنفس القسم وانه كان متواجد بحفله رأس السنه … كانا متعانقين على الارض والثياب متناثرة في ارجاء الغرفه !!

خالد تفاجأ من المنظر وابتعد عن النافذه مصدوما لما رأى والافكار تدور برأسه هل يخبر يوسف بما رأى او هل يقتحم المنزل ويطرد هذا الرجل ام لا  وغيرها من الملايين الافكار التي تدور برأسه بسرعه جنونيه !!

لم يدري خالد بنفسه الا وهو يجري باقصى سرعه له الى منزله حتى وصل اليه وهو يلهث واقفا وسط الحديقه متجمدا بمكانه لا يخطو الى الامام او يعود الى الوراء ..

خالد يسقط على ركبتيه وسط الحديقه وهو يبكي بشده منتحبا وهو يهمس لنفسه : انا خالد يا امي  , لماذا لا تصدقني في الحلم وتقول انا لست ابنها … انا خالد انا خالد !!!

تدور مناظر وصور واصوات برأسه , احداث قديمه وجديده بحياته وكلها تدور بسرعه رهيبه جدا وهو يحس بالالم الشديد ببطنه ورأسه وبعض الافكار والمواقف تدوري برأسه ويتذكرها وكانها امامه

حنان :  ( نعم لقد قلتها ولا ازال اقولها سوف اصل الى ما اريده ولن يقف اي احد بطريقي )

ابو يوسف : (هذه ابنتي قوية جدا في النقاش وتعلم كيف تسيير النقاش لما يخدم رأيها !! )

سعود عم خالد  وهو ينصحه : ( الانتباه على نفسه وتذكيره بانه سوف يلاقي فروق شاسعه في الحياه والمستوى المعيشي وطريقه التعامل بين الناس في الظهران وانه لا بد من التمسك بعاداته وعادات اهله وعدم الانسياق لاهواء النفس )

ريما  : (  وان لم يتزوجو فعلى الاقل كما قلت احست بانوثتها قليلا ورفهت عن نفسها وخففت من حزنها !! )

ياسمين : ( لا اريد زوجا , اريد صديقا مثل لعبتي باربي وعندنا تتزوج باربي فسوف اتزوج انا )

يوسف : (لذلك اتفقنا انه خطأ مشترك بيننا ولا بد من تجاوزه ونسيان ما حدث ونكمل الحياه من اجلنا واجل ابنتنا , والحياه الزوجية لا بد من المشاكل بها كم تعرف وكما ترى من برامج التلفاز مثل اوبرا وينفري والدكتور فيل )

مواقف كثيره جدا تمر برأس خالد بسرعه رهيبه وفي الاخير تبقى صوره امه وهي تبكي  وتقول (خالد … خالد … خالد .. اين انت يا خالد ؟؟؟ .. خالد اهذا انت فعلا ؟؟ ماذا حدث لك ولما تغيرت هكذا يا خالد ؟؟ انا لا اعرفك !! لا تشبه خالد الذي اعرفه ؟؟ اين ذهبت بخالد الذي اعرفه ؟؟ )

خالد دفن راسه بالارض وهو يقول : هذا انا يا امي …انا خالد ..ارجوك صدقيني انا خالد

خالد  يبكي بقوة ويشهق وهو على ارض الحديقه وصوت سياره ريما يقترب من المنزل

 

انتهى الجزأ الثاني وبقى الجزأ الثالث والاخير ان شاء الله

2009/11/18

ثلاثية الحضارة – 1

ثلاثية الحضارة

الجزأ الاول

هذه القصه من ثلاث اجزاء ..كل جزأ منها سوف تكون عن مرحله عمريه في حياه بطل القصه “خالد”  , القصه عن الحضارة المزيفه التي البعض يعاني منها وقد ينساق لها بكل خيرها وشرها بدون الاعتدال في المفاهيم والقرارات للحصول على لقب انسان متحضر !!

القصه واقعيه وعن احداث حقيقيه حدثت في الحقيقه وتم دمج بعض الاحداث تحت مسمى شخص واحد  وقصه واحده

القصه طويله جدا , وقد كتبتها منذ سنين والان اعود كتابتها بصياغه جديدة

تبدأ القصه بأم خالد التي تيقظه وقت الفجر لاداء الصلاه وهي تبكي حرقه على مفارقه ولدها الوحيد اليوم للذهاب الى المنطقه الشرقيه ومدينه الظهران لكي يبدأ عمله في برنامج الابتعاث الى الخارج خاصه بعد تخرجه من الدراسه بمعدل سمح له بالدخول الى هذه الشركه القوية والمعروفه مما سوف يؤمن له حياه كريمه افضل واحسن من الوضع الراهن في قريتهم الصغيره

في المسجد وبعد اداء الصلاه تجمع كل اهل القريه في مجلسهم المعتاد في بيت عمه سعود لتوديعهم احد ابنائهم وابن احد افضل رجالها قبل وفاته والكل يوصيه خيرا في نفسه ورفع رأس قريته بحصوله على الشهادة وعدم نسيان طبيعته السمحه التي تربى عليها ولا يتخلق باخلاق اهل المدن وما غيره من النصائح الودية , ثم رجع الى بيته لتوديع امه الباكية على فراقه وبين كل دمعه فراق وحزن يلتهب لسانها بكل الادعيه الى عين الله الساهره للحفاظ على ولدها وتوفيقه بحياته , في الطريق الى الظهران استمر عمه بنصحه والانتباه على نفسه وتذكيره بانه سوف يلاقي فروق شاسعه في الحياه والمستوى المعيشي وطريقه التعامل بين الناس في الظهران وانه لا بد من التمسك بعاداته وتقاليد اهله وعدم الانسياق لاهواء النفس , بعد وصولهم الى الظهران وانهاء جميع اجرائات الانتقال الى السكن الخاص بالطلاب المستجدين اخذه عمه الى مطعم قريب وهناك قدم له عمه ظرف به مبلغ من المال وايضا مفتاح لسياره هديه له منه ومن امه لكي يبدأ حياته , خالد بدأ بالبكاء فجأه عندما انتبه الى انه ما كان يعتبر كالحلم طوال اليوم انما هو واقع وانه اليوم سوف يبدأ حياته فعليا لوحده من دون النظر الى الاشخاص الذين يحبهم وعاش معهم طوال حياته وتذكر يوم وفاه اباه وكيف اشتاق له بعد دفنه وذاق الم الفراق لاول مره وهو الان يذوقه للمره الثانيه ولكن مع الاحياء هذه المره , تركه عمه يصب كل مشاعره وانظار الناس في المطعم يرون هذا المنظر الغريب وهم صامتين الى ان انتهى ولم يقل عمه سعود اي شئ يذكر الا بصوت واهن من يحاول ايضا مقاومه البكاء بالدعاء له بالتوفيق والستر .

اثناء الدراسه كون خالد عده صداقات مع الكثير من الناس لحسن معشره وطيبه قلبه وذكائه الفطري  ولكن كان اكثر شخص قريبا منه هو يوسف وكان التعرف عليه بطريقه المصادفه وعلى حسب طلب المدرس الذي لاحظ صعوبه اللغه الانجليزية لخالد وصعوبه الرياضيات ليوسف فاقترح عليهم ان كل واحد منهم يساعده الاخر بحكم تفوقهم في المواد الاخرى

يوسف مقيم داخل السكن الداخلي في الظهران بحكم عمل والده هناك ومنصبه الكبير وكان دائما يقوم بدعوه خالد الي منزله في كل وقت , ولكن حياء خالد الفطري كان يمنعه عن ذلك ويتعلل بالدراسه وقله الوقت مع الاختبارات وصعوبتها الى ان اتى وقت الاجازه عن الدراسه وقتها يوسف لم يترك المجال لخالد خاصه انه قال له انه  كثير الحديث مع اهله عنه وانهم يتوقون شوقا لرؤيته والتعرف عليه وشكره على ما بذل بالمجهود في تدريس يوسف الرياضيات الى ان تفوق بها , عندئذ لم يجد خالد اي عذر للرفض وقاوم حيائه خاصه انه عرف انه مدعو للغذاء ذاك اليوم ولا بد من الاجابة كم هي من عادات اهل القرى في اجابه المضيف

خالد لم يكن يعلم انه هذا اليوم هو اول يوم في حياته ولما يكن يوم وصوله للظهران كم كان يظن وقتها

ذهب خالد مع يوسف الى داخل السكن الداخلي لاول مره في حياته وهناك علم انه بعد الغذاء سوف يذهبون الى مزرعه ابيه المتواجده على طريق السريع للرياض للعشاء والمبيت ثم يعودون في الجمعه وقت العصر وكان ذلك جدولهم عند اعتدال الجو الحار في الشرقيه

انبهار خالد كان واضحا على معالم وجهه ونظره عينيه  , الشوارع المرتبه والنظيفه والاشجار بكل مكان , السكان وهم يمارسون رياضه المشي والهروله سواء من الذكور او الاناث , والسيارات التي تمشي بنظام وهدوء من السائقين من الجنسين , في كل المناظر هذه كان خالد يقارن ما يرى بالصور التي كان يراها غالبا في كتبه الاجنبيه او صور المدن في الدول الاوربية وغيرها من مناظر الطبيعه الخلابه ويفكر لماذا  كانت هذه المناظر محصوره فقط  داخل السكن الداخلي ولا تمتد الى المدن القريبه جدا منها مثل الخبر او الدمام !! كانت صدمه قويه للواقع الخارجي الذي انسلخ منه ليجد نفسه داخل ما يعتبر دوله داخل دوله ..

على امتداد البصر كان الجمال يعبر عينيه واخر المطاف كانت لعينيه نظره ثانيه مع الجمال , مع ريما  … اخت يوسف صديقه !!

توقف يوسف في احد الاحياء الجميله داخل الظهران وكان باستقبالهم ابو وام يوسف .. وريما اخته , خالد احس بالحياء الشديد لعدم تعوده على هذه المواقف من قبل , ربما كان يتقبل وجود الام وكشفها عليه كما ان يحصل في القريه بحكم القرابه سواء القريبه منها او البعيده او للثقه والبساطة في المجتمع المحلي في القريه ولكن لم يكن متعودا على فتاه في شبابها الكشف امامه خاصه وانه جميع افراد العائله كانو يرتدون الثياب المنزليه العادية !!

كيف حالك يا ولدي , كان هذا صوت ابو يوسف يرحب به بكل اريحية و ود

خالد : بخير يا عمي اشكرك

الاب : بل انا الذي اشكرك على جهودك مع ابني يوسف , لقد حدثني عما واجهته منه اثناء تدريسك له لماده الرياضيات وكم هو حدثني عنك وعن صعوبتك لتقبل الانجليزية , قالها ضاحكا

احس خالد بالدم يتدفق الى خديه معلنا عن حيائه الشديد ولم يساعده في ذلك ضحك ريما ايضا القوي الذي جعل وجهها  الجميل يزيد جمالا مع تدفق الدم اليه من الضحك

خالد في داخل نفسه احس بالتعب الشديد والتذمر من هذا الوضع الغريب الذي لا يحسد عليه ولا يفهمه ابدا ولماذا هو جالس مع العائله كلها بكل محارمها وكأنه لا وجود له مطلقا ,فكر خالد في نفسه  لربما يعتبروني كإبن لهم مثل يوسف بسبب احاديثه لهم عنه واحبوه مما سمعوه عنه , ولكن حتى لو كان ذلك انا شاب وهي شابه واولا واخيرا لست اخاها فعلا !!

خالد اخذته الافكار وحاول تحليل الموقف بمنطقه البسيط لفهم ماذا يدور حوله والمقارنه بين ما تعود عليه في قريته وما يراه الان وهل يا ترى التحذيرات التي كانو يحذرونه اياها قبل قدومه هي ما يحدث الان ؟؟ ولكنه ايضا دخل الى عده بيوت اصدقائه من قبل ولم يحدث ما يراه الان !! لم يتوصل خالد الى اي جواب  مقنع بالنسبه له وقرر الاستسلام للاقدار ويرى الى اين ياخذه التيار لكي يفهم !!

ام يوسف : ارجو انه قد اعجبك الطعام يا خالد فهو افضل واحسن مما تأكلوه في المطاعم انت ويوسف , لقد طلبت منه دوما ان يأتي في فتره الغذاء الى هنا انت وهو بحكم قرب المكان ولكنه دائما يقول انك تفضل المطاعم !!

يوسف : فعلا انا دائما ما اقول له ذلك ولكنه يصر على رأيه ويتعلل بشتى الاعذار ولكن اخيرا استطعت اقناعه بالمجيئ اليوم الى هنا !!

ريما وهي تضحك : ولماذا يا خالد ؟ هل اكل المطاعم افضل من الاكل الصحي في المنزل ؟؟

خالد هنا فقط انتبه انه الكلام يدور حوله عندما سمع اسمه من شفاه ريما والتفت لها وجائت عينه بعينيها الكبيرتان  وضاع بهما  , وكان رده مجموعه من الكلمات الغير مترابطة : عفوا .. لم ارد ازعاجكم في فتره الراحه  , وهي فتره قصيره بالكاد تكفي للاكل وتحضير للمحاضرة التي بعدها , احسست بالخجل من التطفل عليكم …وغيرها من الجمل الغير مترابطة التي اضحكت الجميع بحبور من خجله الطبيعي

ابو يوسف : لا بأس عليك يا ولدي فانت الان من اهل هذا البيت , المهم انكم تدرسون باجتهاد للانضمام الينا في الشركة  فنحن بحاجه الى شباب متحضرين وذو دراسات عليا .. وبعد فتره صمت سأله , لم تقل لي هل قررت تكلمه الدراسه في جامعه البترول او اختيار البعثه الى الخارج ؟؟

خالد :  فعليا يا عمي لم اقرر الى الان , يوسف على حسب ما فهمت من رغبته انه يريد البقاء هنا اما انا فاحس بالميل اكثر للسفر للخارج والتعلم هناك وتقوية لغتي الانجليزية ..

ريما : لن تجد بالخارج ما هو ليس موجود هنا , لو كنت مكانك لقررت البقاء هنا والدراسه مع يوسف …قالتها وعينيها بعيني خالد وبابتسامه واثقه

خالد : لربما كنتي على حق في الدراسه هنا خاصه وانه جامعه البترول تعتبر قوية جدا ايضا في الدراسة !! قالها خالد وهو غير مصدق لنفسه على استسلامه من حلم السفر الى الخارج ورؤيه العالم الذي كان يراه في الصور على الكتب ومواقع الانترنت وكيف انه قد استسلم حتى قبل البدأ بالنقاش في هذا الموضوع , لربما هي على حق فهم قاطنين داخل الظهران وما يراه في الصور هو ما يراه الان من النافذة المطله على الخارج , لربما كان هذا معنى كلامها بانه لن يجد بالخارج ما هو ليس هنا !!

ابتسمت ريما بالظفر عندما سمعت جواب خالد وضحك اباها والجميع عندما قال هذه ابنتي قوية جدا في النقاش وتعلم كيف تسير النقاش لما يخدم رأيها !!

مرت الايام والاسابيع واصبح خالد حرفيا من اهل البيت وكل اجازه نهايه اسبوع يذهب مع يوسف الى بيته والمزرعه , خالد اثنائها لم يهدا باله في مدى علاقته بهم وكان يحس بوجود شئ غريب هنا ولكن لا يعلم ما هو , لم يجدوا حرجا لو جائهم بأي وقت  ويجلس مع ام يوسف او خروج يوسف وريما معه الى احد المقاهي في الخبر والكثير من بعض التصرفات التي يستغربها هو ولكنها طبيعيه جدا لهم  , الى ان اتت احد الليالي التي كانو بها بالمزرعه ولم يستطع النوم فذهب الى الخارج في الحديقه متكئا بظهره الى احد الاشجار وعينيه مركزة في لا شئ محدد وسط النجوم عندما سمع صوتا ما بقربه افزعه

هنا سمع صوت ضحك ريما الذي اضحكها شكله وهو يقوم فزعا من صوت حركتها واعتذرت منه قائله : اسفه لم استطع النوم فخرجت لاستنشق بعض الهواء ووجدتك جالسا هنا سارحا مع النجوم  فرأدت مجالستك  اذا لم يكن عندك مانعا

خالد الذي لم يستطع مقاومه جمالها الاخاذ تحت ضوء النجوم وهي مرتدية احدى ثيابها المنزلية البسيطة الخاصه للنوم رحب بها وان كانت عبارات الترحيب بها  نبره القلق التي لاحظتها هي باستغراب !!

ريما : لماذا صوتك به القلق ؟

خالد متفاجئ بانها قد انتبهت لنبره صوته القلقه  : لا شئ ولكن الوقت متأخر واخاف لو اباك او يوسف استيقظ الان ورآنا هنا وتاخذه الظنون بما نفعله في هذا الوقت المتأخر والمكان المظلم !!

ريما : وماذا في ذلك  ؟؟  ولماذا يظنون اي شئ غريب يحدث هنا ؟؟ قالتها وهي لا تزال مستغربه

خالد وهو لا يعلم كيف يشرح لها قصده , فقال : اقصد انني انا رجل وانتي فتاه وحتى لو كنتم تعتبروني بمقام ابنكم فانا لا ازال غريبا عنكم  ولست محرما لك !!

ريما وهي تفكر بكلامه وكانها تحاول فهم شئ غريب عليها ثم اخيرا اطلقت ضحكه قوية وهي تقول : الان فهمت عليك ايها المسكين , لا تخف اهلي لا يفكرون بهذه الطريقه البدائية  ونحن اناس متحضرين ويعاملوني معامله الثقه المتناهيه بتصرفاتي ولا يلقون بالا للافكار الباليه هذه التي تتحدث عنها !!

خالد بنبره غضب : افكار باليه ؟ بدائيه ؟؟

ريما : لا تغضب ودعني اشرح لك بطريقه الاسألة , ما رأيك بدراسة الفتاه وعملها وهل يوجد اي فرق بينهما وهل الرجل افضل من المرأه بشئ ما ؟؟

خالد : دراسة الفتاه شئ مهم ولا بد منه وعملها ايضا فيما يخدم مجتمعها ايضا مهم , والفروق بينهم لا تتعدى طريقه التفكير وتحكيم الامور بين المنطق والمشاعر ولا ارى انه الرجل افضل منها بمجال معين بحكم انه كل يوم نسمع عن امرأة  قد تعدت الرجال في مجال معين !!

ريما : اذن من كلامك انت ولم القنك اياه انه لا توجد اي فروق محدده بيننا كجنسين مختلفين ؟؟

خالد يرد باقتضاب وهو يغوص بعينيها الجميلتين : نعم لا يوجد , ويستجمع فكره وهو يبعد عينيه  قائلا : ولكن يا ريما انا لست محرما لك !!

ريما بابتسامه عريضه : حسنا دعني اسألك عن شئ آخر , لقد رأيت طريقه المعيشه داخل الظهران ورأيته بالخارج سواء في الخبر او الدمام او حتى قريتك القديمه , لقد رأيت المستوى المعيشي والترتيب والنظام وطريقه العمل وكل شئ , ايهم احسن برأيك انت ؟

خالد بلا تفكير : طبعا داخل الظهران !!

ريما : حسنا , هل فكرت سابقا ما هو السبب في ذلك ؟؟

خالد : حسنا لانه الظهران هي مدينه تابعه لشركه ارامكو الكبيره والعريقه التي بنت كل شئ من الصفر حسب نظام الشريك الامريكي منذ اجيال قديمه الى الان واتبعت احدث ما توصل له العلم في كل المجالات الادارية والصناعيه وغيرها الى ان وصلت الى ما عليه الان من شهره وتطور وثراء !!

ريما : لقد قلتها بنفسك , في الاجيال السابقه ومنهم ابي كان يحدثني انه اصوله من قريه صغيره وسط الصحراء مثلك تماما وان قد هاجر مع من هاجر ايامها الى اماكن الرزق وتعلمو على يد الاجانب حفر ابار النفظ واسس التجارة والادارة وكل شئ , حسنا دعني اسألك شئ اخر , حضارة امريكا قد بدأت مع اكتشافها منذ 500 عام وحضارتنا تعود الى اكثر من 2000 سنه لو حسبنا السباق الطبيعي بنهضة الحضارات لكان المفروض اننا نحن كعرب اكثر تطورا منهم ونهضه ولكن الا ترى العكس خارج اسوار الظهران  ؟ الا ترى انه الظهران اصلا لم تصل الى تطورها وتقدمها الا بعد مساعده حديثي السن في الحضاره ؟؟

خالد : نعم صحيح ولكن الان نحن نكمل ما هم قد عملوه وعلموه لنا والى الان لا ارى ما دخل هذا الموضوع في النقطه التي شرحتها لك منذ قليل !!

ريما : لا تستعجل ..اعلم انك تحب تحليل كل الامور واخذ الامور بمنطقية ولذلك سوف اشرح لك , لقد قلت لي الان اننا الان نكمل ما تعلمناه منهم , حسنا انت قد ذهبت الى مدن اخرى في بلادنا مثل الخبر والرياض وجدة , هل كانت مثل الظهران في تطورها ونظامها ؟؟

خالد : لا طبعا ما كنت اراه بالخارج ليس الا واجهة هزيله لمحاولة النظام والترتيب بينما من الداخل تعم الفوضى ولا اساس معين ينتهج في العمل واي تطور او مشاريع تحديثيه تموت قبل ولادتها !! بينما ارى هنا الدقه الى اصغر التفاصيل بكل شئ !! هذا شئ اتفق به معك ولكن الى الان لا اعلم الى ماذا تريدين الوصول اليه !!

ريما بعد ان اخذت نفس عميق وتضغط على كل كلمه تقولها لايصال المعنى باقوى شكل ممكن : اريد ان اصل الى شئ معين , الا وهو في الخارج التعامل هو تعامل النظرة الدونية لكل شئ ابتداء من القبيله التي تعطل مصالح الناس في اورقه الدوائر الحكوميه لا شئ الا لانه الشخص هذا ليس من نفس القبيله , او الشخص الاخر من منطقه معينه غير منطقتي , او حتى بسبب عادات مختلفه عن عاداتي , اصبحو الناس لا يفكرون الا بالاسباب التي تؤجج من نار الاختلاف وعدم الانسجام والاخذ بالمصلحه العامه , لو نتحدث عن العادات والتقاليد التي يحافظون عليها ويصرون عليها ويعتبرونها شيئا مقدسا لا مساس به ومن مسه فهو قد عرض نفسه للنفي خارج نطاق المجموعه واصبح وحيدا يسبح ضد كل التيارات , كل هذه الاسباب هي التي ادت الى التخلف والجهل وتعطلهم عن رؤيه المستقبل بشكل واضح ولا يرون ابعد من انوفهم ومصالحهم الشخصيه , بينما نحن هنا بالظهران استعملنا الفكر والثقافه لتطوير انفسنا والارتقاء بالفكر لما يخدم الجميع وليس الفرد واخذنا هذا المنهج من الذين اتو لهذه البلاد وهي صحراء وجعلوها معجزة خضراء في زرع الاشجار وسط الرمال ,  دعني اكون صريحه معك اكثر سألتني لماذا اجلس معك هنا في هذا المكان وهذا الوقت وانت لست محرم لي , لانه لو جلست في الخارج لاعتبروني مجرد اداة للجنس ومتعهم الخاصه سواء في السر او العلن ولا نفع لي الا بذلك للمتعه واستمرار الجنس البشري عبر الولادة  ولا نزال شاغلهم الاوحد بأي مكان اذهب له , لست عمياء وانا ارى عيونهم وارى نظراتهم تحرقني بالشهوة عندنا اذهب الى السوق مع امي او حتى مع اخي وابي ..انا مجرد دميه امامهم ولا اعتبار لمن معي واحاديثهم  مجرد احاديث عن فلانه من الناس وكم هي جميله او علانة التي خرجت مع احد اصدقائهم , حسنا لو تركنا هذه الافكار المنحطة والتي لا فائده منها وفكرنا بدلا من ذلك في المستقبل , في العلم , في الثقافه وفي التطور اليس ذلك افضل لنا جميعا ؟؟ هذا الذي نفعله وهذه الطريقه التي اتخذناها طريقه للحياه وكما ترى فنحن نحيا افضل واحسن من الذي تراه بالخارج !!

خالد وهو منصدم لكل ما سمع ويحاول اقصى جهده لتحليل كل الكلام المنطقي الذي سمعه اجاب عليها : حسنا يا ريما ولكن اليست هذه العادات والتقاليد هي اساسنا الذي عشنا به وبعضها تعتبر من الاسس الدينية  التي لا بد من اتباعها ؟؟

ريما : انا لم اقل ان ننسلخ عن الدين كليا او ننساه !! الدين موجود بالمسجد حيث نصلي وبرمضان عندما  نصوم والمكه حيث نحج والمحرم عند احتياجه ولا تنسى انه من الاحاديث الصحيحه انه سوف يأتي يوم تحج به المرأه لوحدها لا تخاف الا من الله ثم الذئب  !! نحن نعطي الدين حقه ونعطي الدنيا حقها بترك كل ما يعيق تطورنا , فكر في حديثي هذا ودع الايام تكون هي الحكم في من هو على حق , اتخذها تسليه لك وكلعبه تلعبها وانت تقارن بين كل شئ تراه داخل الظهران وخارجها وقارن كل شئ من اصغر الامور الى اكبرها ثم قرر بنفسك … والان استأذنك في الذهاب للنوم

قالتها وهي تقوم فعلا متجهة الى البيت وتبعها بعينيه السارحتين في الذي قالته ولا يعلم لما بدأت افكاره تعود الى قريته باحد الايام في مجلس عمه واحد كبار السن وهو يشتم الحاسب الالي والانترنت ويتهم اصحاب هذا المشروع بالكفر وبالغزو الفكري الذي سوف يلحق الاذى بكل من يستعمله ويتذكر استعماله للانترنت في دراسته وابحاثه والنهل من المعارف وكل العلوم التي لن يجدها في الكتب و كيف تحسنت لغته الانجليزية بعد الدردشه في بعض المواقع مع الاجانب وتعلمه للعديد من الكلمات من لغات كثيره مثل الفرنسيه والاسبانية وتعرف على بلدانهم من تقديمهم لبعض الصور لهم في مدنهم الخلابه بالطبيعه ..كل هذه الافكار تدور برأسه وهو يبحث عن اين الكفر في ذلك !! الى هنا احس بالتعب الشديد من كل هذ ا التفكير وقرر العمل بالنصيحه وتركها للاقدار وللعبه المقارنه في اتخاذ القرار الاخير !!

مرت الشهور سراعا الى وقت التخرج واثنائها اصبح خالد دوما مع يوسف واهله ويحضر جميع المناسبات العائليه وغيرها وتعرف على كل اصدقائهم ويشارك في احاديثهم عن التجارة والتطور وقضايا الساعه وما شابه في مجالسهم التي تحتوي على الجميع سواء من رجال ونساء صغار او كبار , كل ذلك وخالد يزداد اتقتناعا بما قالته ريما ويزداد قرفا واشمئزاز من ما هو خارج اسوار الظهران الى ان اخيرا تم تعينه في الشركة وقرر السكن بالداخل وعبر علاقات ابو يوسف وجد منزلا قريبا من منزلهم  وبدأ تأثيثه الى ان اتمه واقام مأدبة بهذه المناسبه وطبعا كان اهل يوسف هم المدعوين

اطلق ابو يوسف وامه التبريكات وهم يدخلون الى داخل المنزل الجديد وهم يمتدحون ذوق خالد الفني في اختيار الاثاث المتناسق  ورد ترحيبهم بما هو احسن وتشرفه بحضورهم دائما وما منزله الا منزلهم هم باعتباره واحد منهم  , وبعد العشاء رجع الاب والام الى منزلهم وبقى خالد ويوسف وريما يساعدونه في الصحون وغسيلها وترتيب المنزل عندما رن جوال يوسف واعتذر بانه سوف يأخذ المكالمه في الحديقه

بقي خالد وريما ينقلون الصحون وهي تلتفت باعجاب نحن الاثاث الجديد وقالت له : فعلا ذوقك جميل جدا ورائع في تناسق الالوان , لا بد انك حصلت على مساعده انثوية في ذلك !! قالتها وهي تضحك بقوة

رد عليها خالد : بالطبع حصلت عليها بواسطه مساعده , لقد كانت امك اكثر من طيبه معي وهي تتجاهل اقتراحاتي الحمقاء في اختيار الالوان والاثاث وكانت تقودني الى ما هو الافضل دوما !!

ضحكت ريما وقالت : نعم كان لا بد مني معرفه ذلك فانت لا تفعل شئ الا بعد اخذ رأي ابي او امي

خالد : ربما ولكني الان سوف استغل فرصه وجودنا لوحدنا لكي اخذ رأيك انتي لوحدك  فانتي الوحيده التي تستطيع مساعدتي بما سوف اطلبه منك

ريما نظرت له نظره استغراب وفضول لما سوف يقوله لها

خالد : اريد مساعدتك في اختيار غرفه نوم مناسبة لنا

ريما لم تنطق بحرف واحد وانما احمرت وجنتيها وعينيها تفاجأت بطلبه

خالد : ربما صدمتي من طلبي هذا ولكن هذا ليس قرار اللحظة وانما بدأ من تلك الليله تحت الشجرة وعندما بدأت لعبه المقارنه , لقد قارنت كل شئ ومثل ما ازددت هما وقرفا مما اراه بالخارج كل ما ازددت املا في التحسن من الداخل ومع مر الايام ربما سوف يكون تأثيرنا على الكل لكي ينعمو بما نحن عليه من نظام يخدم الكل ولم اجد شخصا يساعدني في هذا الطريق الا انتي ولذلك اريدك كزوجة لي

ريما لم تنطق بكلمه واحد لكن عيونها التمعت بنظره سعاده بالغه ونظره انتصار ذكرت خالد باول نظره انتصار لها  عندما رآها لاول مره , وانشقت شفتاها بابتسامه كبيره وواسعه … وموافقه ..

انتهى الجزأ الاول

2009/11/15

الرأي والرأي الآخر


الرأي والرأي الاخر والاتجاه المعاكس اسماء لبرامج معروفه ومشهوره واسلوبها كما يبث على  قناه الجزيره بمقابله  مع ضيوف من اقصى اليمين واقصى اليسار وهذا سبب شهرته , ليس  لانه يعني بالاراء او قضيه معينه ولكنه بذكاء يثير اختلاف الاراء مما يجذب المشاهد مثل مباريات المصارعه الحره , وليس من اجل ايجاد حلول وسطية تخدم قضيه معينه مثل ما يحدث عاده في برنامج “جيري سبرينجر” الذي يقدم برنامجه المشهور مع المناصرين المتعصبين جدا لقضيه معينه ومن ثم يضعهم تحت قفص واحد لكي يبدأ الحديث ومن ثم يبدأ الضرب .

نحن كعرب ايضا ننجذب الى هذه النوعيه من البرامج وتعتبر احدى البرامج المفضله التي تجذب الحماس لدينا والمتعه الدمويه في رؤية الناس وهي تختلف الى درجه مد الايادي وليس فقط كعرب ,  بل هذه الطبيعه البشريه ولهذا السبب  تلاقي البرامج الحيه هذا النجاح المبهر وهي ما تسمي برامج الحقيقه ”  ترو تي في ” وهي تعني حقيقه البشر بدون سيناريو او حوار وانما مشاعر بشريه خالصه وتحت ظروف التعامل مع الموقف بكل مصداقيه وبمشاعر طبيعيه بدون اي تدليس او كذب …وللاسف انها مشاعر دموية تعبر عن الخلاف وكيفيه التعامل معه

لو رأينا الى كيفيه التعامل في نقطه خلاف في الرأي او النقاش لوجدنا العامل البشري في التنافس والفوز بالنقاش حتى لو كان على خطأ هو الاهم بغض النظر عن النتيجه التي من اجلها تم النقاش عنها …المهم هو كسب المعركه !!

لذلك يصبح كل طرف متزمت برأية ولا مجال للمناقشه او السماع للرأي الاخر والكل يصر على رأيه وعاده ما يتوسع الخلاف لكي يصبح كل طرف سهم يتوجه الى الاتجاه الاخر و تبعد المسافه ولا امل في اللقاء في الوسط بحل يرضي جميع الاطراف  !!

لست اتحدث عن برنامج تلفاز معين ولا عن طبيعه البشر الا في النواحي الخطر التي قد نعاني منها في حياتنا اليومية ابتداء من سياسيه دولية او محليه او على نطاق اصغر في المجال العملي في الاختلاف بين الرئيس والموظف او حتى على نطاق اصغر ايضا بين الزوج و زوجته !!

لتقريب المعنى وايصال الفكره سوف اتحدث عن طريقه النقاش  على اصغر مستوى لتقريب الصورة  .. في النقاش بين الضددين وهم الذكر والانثى او الزوج والزوجه كل طرف يستميت على التمسك برأيه ويعتبر انه التنازل عن اي نقطه في الخلاف هو خساره له ومكسب لغيره ومن ثم يتوسع الشقاق عبر السنين الى ان يستيقظون بيوم من الايام ويجدون انه هناك هاوية بينهم ولا التقاء بينهم ابدا مثل النهار والليل ووقتها الطلاق هو الحل الامثل !!

كطبيعه عند البشر الخلاف والتمسك بالرأي هو شئ من فطرة الدفاع عن النفس وكل شخص له اسلوبه بالدفاع عن نفسه  ,هناك من يقول الهجوم خير وسيله دفاع وهناك من يقول على الرأي العامي ” نمشي جنب الحيط علشان نرتاح من المشاكل  ” وغيرها من الطرق الكثيره على حسب الشخص وتفكيره  , ولكن للاسف الشديد الوسطية والاعتدال بالرأي وتسبيق المصلحه العامه ليست منها والكل يعتبر اي خلاف هو شئ شخصي حتى لو كانت على نطاق اكبر وعلى حساب القضيه المعنية بالامر .

الرسول الكريم قال بما معناه ” خير الامور اوسطها ” ولكن مثلها مثل اي فطره اخرى لا بد من محاربه النفس واهوائها لكي نجد بانفسنا الصبر والتحمل والاخذ بالعقل في حساب الامور لكي نصل الى الوسطية  وليس اتباع المشاعر والمحاربه من اجلها , الوسطية بالرأي او القرار يعني ايضا التنازل عن القليل من المطالبات لارضاء جميع الاطراف وارضاء جميع الناس غاية لا تدرك واصحاب الاختلاف والمستفيدين منها يروجون انه من تنازل عن القليل هو انسان ضعيف ولا يستحق الاخذ برأيه والعاقل الذي يحكم منظوره المنطقي يقول عن صاحب المبادره انه انسان سياسي محنك وانه يعرف كيفيه التعامل مع الموقف , الوسطية والاخذ بعين الاعتبار المصلحه العامه ليست سهله ابدا والاسهل منها هو الخلاف وطبيعه البشر يرضون باسهل الطرق وان ادى ذلك للحرب !! ولكن الالتقاء في الوسط اليس احسن من الاتجاه في عكس الاتجاه وعدم الالتقاء ابدا ؟؟

ايها البشر الوسطية والاعتدال بالفكر وتحكيم العقل بكل شئ هو الحل واتركو مشاعركم ولا تجعلوها هي لسان التحكم بالتصرفات او الاقوال , لذلك اصبح كل شخص يتمسك بهذه المعادله يشبه بشخص لا مشاعر له واشبه بالانسان الآلي الذي يحكم المنطق بكل شئ واصبح تحكيم المشاعر والخلافات والتمسك بالرأي على حساب القضيه دليل على مدى كبر مشاعر الشخص وصاحب مشاعر فياضه وان كانت مشاعر دموية وذات لذه في القتل والتخريب .. عجبي عليكم يا بني آدم !!

هذا مقال فلسفي خالص عن بعض افكاري المنطقيه في لحظة موت مشاعري

مصدر الصوره

2009/11/09

الذوق العام واخلاقنا 2

Filed under: اجتماعي — alsami @ 5:15 م
Tags: , ,

للاسف الشديد يوجد جزأ ثاني للموضوع الاول على اللنك هذا الذوق العام واخلاقنا

و اقول للاسف الشديد لانه صفحه وحده ما كفت علشان نطلع الغسيل الوصخ والمتنيل بستين نيله وبتصير المدونه هذي زي باب الحاره الله العالم متى بس تخلص ونفتك !!

اذا ذهبت الى اي مكان به مواقف سيارات  و وجدت انه هناك بعض السيارات تقف بشكل غريب واخذت اكثر من موقفين وبعض الاحيان 3 مواقف اذا كان واقفا بشكل طولي !! فلا تغضب ربما كان صاحب السياره سمينا لدرجه انه يحتاج الى فتح الباب باكمله ويتدحرج خارجا من السياره !!

وايضا اذا كنت باحد المواقف وعدت الى سيارتك لتكتشف انه هناك سياره قد وقفت بجانبك بشكل مستحيل معه انه تفتح بابك لكي تركب فلا تبدأ بالزأير منذرا لاستعدادك لافتراس صاحب السياره الاخرى ..فربما قد لاحظ انك بدأت بزياده وزنك وارادك ان تركب من جهة الراكب ومن ثم تقوم ببعض عمليات الجمباز الى ان تصل الى مقعد السائق من اجل تحريك الدوره الدمويه كرياضه خفيفه لك  !!

اذا توقفت امام احدى المحلات التجاريه ثم تخرج لتجد سياره اخرى متوقفه بشكل طولي خلفك تمام ولا تستطيع ان تخرج من موقفك فلا تغضب , فلربما هو قريب للشخص الذي بالفقره السابقه و هو ايضا مهتم جدا بصحتك وارادك ان تتجول قليلا على قدميك لكي تحرك الدوره الدموية وتخفف من بطنك البارزة !!!

اذا استقيظت من النوم الساعه 2 صباحا من اصوات ابواق سيارت تدق بقوة وبكثره بشكل مميز …فلا تبدأ بالشتم واللعن بل قل جزاك الله خيرا انك ايقظتني لاستعد لصلاه الفجر بعد ثلاث ساعات  !!

اذا عدت الى منزلك واكتشفت انه جيرانك قد اوقفو سياراتهم كلها تحت ظلال الاشجار التي امام منزلك ولم يعد هناك مكان لوقوف سيارتك فلا تسبهم , بل ابتسم لانك قد كسبت بعض الادعيه الصالحه  منهم لتوفيرك الظل لعامه الشعب امام منزلك

اذا مرت من امامك سياره وصوت الاغاني الصاخبه على اعلى مستوى فلا تتضايق .. فهو فقط يريد لفت الانتباه انه هناك سياره اخرى بجانبك لكي لا تدخل في مساره بلحظة سرحان منك وتقوم بعمل حادث معه  ووفر عليك انتظار المرور والدخول بمعمعه التأمين وما شابه !!!

اذا اكتشفت بالصدفه انه جيرانك يستعملون اشتراك الانترنت الخاص بك عبر خاصيه الارسال اللاسلكي ,فلا تغضب فهم قصدهم تنبيهك للثغره الامنيه الخطيره , او ربما من باب انه كل مشروك مبروك  , ولإحسان الظن بهم نقول انه السبب الثاني

عندما تكون واقفا بطابور الحساب في احدى المحلات الغذائيه ويأتيك طفل صغير معه كيس خبز وينظر لك نظره استإذان بانه يدخل امامك وتوافق له ومن ثم تكتشف ان امه ورائه تجر عربه مليئه الى السقف بالاغراض , فلا تتضايق من هذا الاسلوب الرخيص وانما تأمل ما قد اشترت فربما تتذكر شيئا من  اغراضها تحتاجه فعلا !!

اذا وجدت سياره تقوم “بالتخميس” (عاد وش درا امي هذي شلون تنكتب بالعربي الفصيح)  في احد الاراضي الخاليه فلا تتهمهم بالمراهقه وقله العقل , فهم فقط يستعملون الطريقه هذي للحفر بالرمال لعلمهم بوجود كنز تحت الارض  !!

اذا خرج تصريح من احد الوزراء بوجود 600 فقير فقط في الدوله فلا تجادله … الوزير فقط اراد مداعبه الشعب والمزح معهم قليلا !! والله ما تتصرف هذي ابدا عجزت القى لها تصريفه زي العالم والناس !!!!!!!!!!!

اذا كنت واقفا باحد الاشارات الضوئيه في المسار الايمن وجاء خلفك شخص ما وبدأ يدق لك بوق السياره بشكل متواصل وانت اضطررت للذهاب الى اليمين مع انه تريد الذهاب الى الامام ظنا انه يريد الاتفاف الى اليمين وانك كنت مغلقا عليه المسار ولكن تكتشف انه فعل ذلك لكي يقف هو بالامام عند الاشاره الضوئيه فلا تسب وتلعن وتحدث نفسك بالعوده الى الخلف لكي تضربه .. وانما توقف وانتظر فتح الاشاره لانه ربما قد اخترع سياره سوف تطير وكان خائفا انه سوف يصدم سيارتك اثناء الاقلاع  , ليس كل يوم سوف ترا اقلاع سياره طائره وسط المدينه !!

عند الوقوف بجسر الملك فهد بين الحدود السعودية والبحرينيه بعد الجوازات فلا تغضب من بقيه السيارات التي لا تعترف بطابور او تشكيله معينه للمرور بانتظام  … فكلهم ورائهم مواعيد طيارات او مستشفى او مؤتمر مهم او انهاء امور متعلقه او الخ …. وانت الوحيد الذي سوف تذهب لكي تسكر باحد المراقص فلا تكن انانيا من اجل متعك الخاصه  !!

عندما تكون باحد مطاعم الوجبات السريعه ويتخطاك شخص ما في الطابور لكي يقف امام المحاسب ويطلب طلبه بكل عصبيه مهددا العامل اذا تاخر تقديم الطلب عن دقيقتان واربع وعشرون ثانيه بانه سوف يلبسه الوجبة على راسه ورأس مديره , فلا تغضب من اسلوبه بتخطيك بكل وقاحه ولا من تعامله الفظ فربما كان مصاب بالسكر وسوف يموت بحاله اذا لم ياكل اي شئ خلال دقيقتان واربع وعشرون ثانية !!

عندما تقوم بإيقاف دراجتك الناريه امام اي مكان عام ثم تخرج لكي تجد انه هناك طابور من العوائل تضع اطفالها على دراجتك وتصورهم  بإستخدام الجوال والاطفال يقومون بتقذير الدراجه من ارجلهم واياديهم المليئه بالحلوى والسكاكر ويضغطون على كل الازرار ويتعبثون بكل الاسلاك الكهربائيه فلا تغضب بل اشعر بالفخر بما قدمته للمجتمع باضافه لعبه جديده لاطفال العالم يفرحون بها وهم جالسين عليها واهلهم يصورونهم باستخدام الجوال

وايضا اذا خرجت ووجدت انه هناك رب عائله ينتظرك عند دراجتك غاضبا منك لانه عندما ترك ابنه الصغير يذهب للركوب على دراجتك ( آسف اقصد اللعبه التي تبرعت بها لاطفال العالم ) ومن ثم احترقت رجله او يده بسبب احد القطع التي لا تزال حاره جدا فلا تنزعج من كلامه فهو على حق , كان لا بد ان تضع لوحه اعلانيه امام اللعبه مكتوبه ب 4 لغات على الاقل تنذر وتنبه الجميع بانه هذه اللعبه لا تزال حاره جدا

اذا مررت من عند احد المدارس وجدت عدد من الطلاب يقومون بتحطيم سياره احد مدرسينهم فلا تنزعج من تصرفهم ..هذا مجرد نشاط رياضي طلبه منهم مدرس الرياضه !!

اذا كانت عندك مناسبه للعشاء واتاك احد الضيوف ببعض القرود عفوا اقصد اولاده  وقامو بتحطيم كل ما وصلت لهم ايديهم وغلا ثمنه فلا تحس بالتشنج وضيق بالتنفس  فهم ذكروك بحاجتك لتغيير الاثاث القديم

اذا ذهبت الى احد الحدائق العامه او احدى الشواطئ البحريه لكي تكتشف بقايا هيكل عظمي لخروف او بعض الاحيان بقره او ربما بعض الحفاظات الخاصه بالاطفال (اكرمكم الله ) فلا تشمأز من المنظر , فهم قد تركوها عمدا لك لكي تقوم بتنظيفها وتكسب اجر اماطة الاذى عن الناس  !!

اذا كنت تمشي ووجدت امامك بعض من الشباب يرتدون موضه ما يطلق عليه ” طيحني” وانه الشسمه (المؤخره لغير ناطقين بالعربيه ) قد ظهر منها ما هو يزيد ويغنيك عن تناول الطعام لمده اسبوع , فلا تقرف من هذا المنظر وانما ……. بصراحه ما لقيت اي مبرر لهم !!  لذلك اذا شفت المنظر هذا ودهم للحفره اللي تكلم عنها ابراهيم بمدونته !!

والسلام خير ختام وبصراحه اتمنى انه يكون هذا اخر جزأ للموضوع هذا لانه بدات احس بالإكتئاب منه !!

الصفحة التالية «

المدونة على ووردبريس.كوم.